الشاشة الرئيسيةدولي

الرواية الكاملة.. كيف جنّدت الاستخبارات البريطانية نائب وزير الدفاع الإيراني السّابق “علي رضا أكبري” وما هي الخدمات والمعلومات الحسّاسة التي قدّمها

الغواص نيوز
نشرت وزارة الأمن الإيرانية اعترافات نائب وزير الدفاع الإيراني السابق علي رضا أكبري، المدان بتهمة التجسس لصالح بريطانيا والمحكوم بالإعدام.
فكيف استطاعت لندن الوصول إلى هذا المستوى في القوات المسلحة الإيرانية وكيف تم اكتشافه والقاء القبض عليه؟ وما هي الخدمات التي قدمها للاستخبارات البريطانية وما كان الثمن؟ كلها أسئلة أحاطت بملف اخطر عميل شكل اختراقا عسكريا خطيرا في بنية نظام الجمهورية الإسلامية.
شارك رضا اكبري في حرب الثماني سنوات بين ايران والعراق وشغل منصب نائب وزير الدفاع للشؤون الخارجية.
وعضو الامانة العامة للمجلس الاعلى للأمن القومي ومستشار قائد البحرية الإيرانية ومسؤول الشؤون الدفاعية والامنية في مركز ابحاث وزارة الدفاع ومندوب الأجهزة العسكرية في تنفيذ قرار 598 الأممي لوقف إطلاق النار بين إيران والعراق.

تم اصطياد على أكبري لأول مرة من قبل الاستخبارات البريطانية خلال مؤتمر دبلوماسي وبدأت الاستخبارات البريطانية تجنيده من خلال السفير البريطاني وضابط استخبارات . في ذاك المؤتمر حضر سفراء عدد من الدول تقدم السفير البريطاني ومعه شخص آخر وأعطاه بطاقة تحمل أرقامهم.. وتمت دعوته للسفارة البريطانية.
اتصلوا به من رقم مجهول، وعرفوا نفسهم بأنهم من طرف السفير البريطاني ومن ثم رتبوا لقاء له مع السفير البريطاني. وبعد مدة أمنوا لاكبري تأشيرة دخول الى بريطانيا بطريقة سرية ، وصارحوه بانهم ينتمون لجهاز الاستخبارات البريطاني واعطاهم الموافقة بالعمل معهم . اول الخطوات كانت إعطائه جهاز لابتوب ضمن محتوياته صفحة ما ان يضغط عليها لفتحها سوف يعلم جهاز الاستخبارات البريطاني بانه يريد التواصل معهم . بالتوازي تكررت لقاءات علي اكبري بعناصر المخابرات البريطانية ، وخلال عامين ارتبط بمشغل في المخابرات البريطانية يدعى “ماركو”، وكانت اللقاءات بين اكبري وماركو تتم في اسبانيا. ثم انتقل للتعامل مع المشغلة “جيسكا” عام 2012 بعد ان جرى اول لقاء بينهما في بريطانيا وبقي على تواصل معها لمدة 20 شهرا.
حسب اعتراف علي اكبري طلبت الاستخبارات البريطانية معلومات عن العالم النووي “محسن فخري زاده” تم طرح العديد من الأسئلة والحاجة للمعلومات حوله من “علي اكبري”، اغتيل العالم فخري زاده في عام 2020بعملية اشارت ايران وقتها انها جاءت حصيلة تعاون أجهزة استخبارات عديدة . قد يكون اكبري قد ساهم في عملية الاغتيال هذه من خلال المعلومات التي قدمها.
وتزعم العديد من أجهزة الاستخبارات الغربية أن العالم الإيراني البارز محسن فخري زاده، هو العقل المدبر لجهود إيرانية سرية لإنتاج أسلحة نووية. لم يقتصر اهتمام جهاز الاستخبارات البريطاني على فخري زاده . طلبوا من علي اكبري معلومات حول طرق ايران في الالتفاف على العقوبات الغربية المفروضة عليها، ومعلومات حول الشخصيات المؤثرة في النظام، ومعلومات حول الأوضاع الداخلية في البلاد ورد الفعل الإيراني تجاه أي تطور اقليمي أو دولي”.
تم إلقاء القبض على أكبري في عام 2008 من قبل وزارة الأمن الايرانية ومن ثم تم الإفراج عنه بصورة مشروطة، وذهب الى بريطانيا بخطة من الاستخبارات البريطانية التي كانت تخشى ان يكشف امره .. لذلك ابتدعت المخابرات البريطانية خطة تقنع بها السلطات الإيرانية بان اكبري أصيب بجلطة دماغية ليتمكن من البقاء في الخارج ، ولتتمكن تحت هذه الذريعة من اخراج عائلته من ايران.
وفي النهاية أوقعت الاستخبارات الإيرانية العميل اكبري في الفخ في عام 2019 بعد عملية متابعة ومراقبة سرية طويلة الأمد، وحكم عليه بالاعدام بتهمة التجسس والافساد في الأرض.
لم تظهر اعترافات اكبري ما هو الثمن الذي قبضه مقابل خيانة بلاده وتقديم خدمات لدولة اجنبية، ولم تفصل الاعترافات بالملفات الحساسة والمعلومات التي قدمها العميل ومدى خطورتها وتاثيرها على البلاد.
استنكرت الحكومة البريطانية حكم الإعدام الصادر على أكبري، وقالت إن دوافعه سياسية، مطالبة بالإفراج عنه فورا.
نظرا لسوابقه ومسؤولياته واطلاعه على وثائق سرية خاصة، أصبح أكبري موضع اهتمام جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني MI6 ووقع في فخ هذا الجهاز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى