الشاشة الرئيسيةمقالات

عن الدين  “بفتح الدال ”  في المملكة

عن الدين  “بفتح الدال ”  في المملكة

د. عبدالمهدي القطامين

بحجة العقلانية والابتعاد عن الاقتراض من مؤسسات الاقتراض المختلفة يرى بعض الكتاب ان الحكومة فعلت خيرا برفعها اسعار بعض الخدمات وتعديل قانون الضريبة  وتعديل أسعار بعض السلع وهذا الرفع جاء استجابة لشروط التباحث مع صندوق النقد الذي بات هو الامر الناهي في الاقتصاد الوطني ونحن ما زلنا نصفق باننا نعيش الامن والامان وغارقين في الدين حتى رؤوسنا .

من يبرر قيام الحكومة اي حكومة برفع اسعار تمس حياة الناس علبه اولا ان يسأل بحزم وبدون مواربة لماذا اصلا وصلنا الى هذا الحد من الدين الذي كاد يخنقنا ولماذا كان التوسع في الديون من كل ادوات الاقراض المختلفة خلال السنتين الماضيتين بحيث زاد الدين  عن الناتج المحلي الاجمالي العام في المملكة .

على من يبرر قيام الحكومة برفع الاسعار ان يسأل اولا عن الانفاق في كافة اجهزة الدولة وان يسأل عن فلسفة امتلاك موظف اكثر من ثلاث سيارات حكومية مثلا مع كامل مخصصاتها وان يسأل  عن سر حصول موظفين عاديين وليس سوبر في شركات مساهمة عامة على رواتب تتجاوز راتب رئيس الويات المتحدة الامريكية وعليه ان يسأل عن سر البطر الذي ما زال يعيشه العديد من موظفي الدولة  على حساب الخزينة العامة وعليه ان يسأل عن سر البطر الذي تعيشه بعض الحلقات الضيقة الملتصقة بصناع القرار  وعليه ان يسأل عن عدد المتهربين من دفع الضريبة عما جنوه من خير هذا الوطن وعن من يقوم بغسل الأموال عينك عينك وعن من يقود مؤسسة ويجعلها مطية له ولعائلته ومعارفه وعن كثرة عدد الوزراء القادمين والغادين والمتبرطعين بأموال الشعب على شكل تقاعدات اثقلت كاهل الخزينة وتطول القائمة ويصعب تعدادها .

منذ سنوات والرأي العام يرفع عقيرته مناديا بالحد من الاقتراض الخارجي لكن دون جدوى وظل اصحاب القرار الاقتصادي يروجون ان لا خشية من ارتفاع الدين ونسبته من حجم الناتج المحلي الاجمالي  وظلت المملكة تعتمد في اقتصادها على الهبات والمنح التي تأتي من هنا وهناك وانفاقها في مشاريع ليست ذات قيمة اغلبها مشاريع استهلاك لا انتاج وادت تلك المساعدات الى بروز طبقة ملتصقة بصناع القرار اثرت الى حد بعيد ودون ان يعرف مصدر ذلك الثراء الا اذا كان هناك نوع من البركة على نظرية ان القائمين عليها اولى بها واذا تحدث الاعلام عن ذلك هب من يقول لك انك تغتال الشخصية وكل الدلائل تقول ان فلان لا يمكن ان يغتني فجأة ودون مقدمات فصمت الحديث عن هذه الفئة التي باتت تبرطع الان في المال الحرام في دول العالم المختلفة دون ان اذكر اسما واحدا منها خوفا من المحاسبة القانونية  وهنا ابني ذلك للمجهول الذي هو معلوم ونص .

الشعب الاردني اظنه بل اجزم صبر حتى مل الصبر منه ومطلوب منه ان يصبر ايضا الى ما لانهاية وينظرون عليك بالوطنية والانتماء حتى تكاد ترى الوطنية تتهدل من كروشهم التي ملئت بالسحت والمال الحرام .

القادم اسوأ اجزم لكم بذلك واشهد  …. وسترون العجب العجاب في قادم الايام  ان لم يكن لدى صناع القرار صحوة ولو جاءت متأخرة لوقف كل اشكال الفساد البائن والمستتر وتقديم كل الفاسدين ومن حولهم للقضاء العادل ليقول كلمته فيما فعلت اياديهم ثم ان على الدولة الان وليس غدا ان تعمد الى البحث الجدي عما هو موجود من موارد طبيعية في جوف الأرض فمن غير المعقول ولا يمكن لعاقل واحد ان يصدق ان الوطن يخلو من النفط وبحار النفط تحيط به احاطة السوار بالمعصم في كل الأقطار المجاورة  وكذلك الغاز.

أخيرا …. ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا             ويأتيك بالأخبار من لم تزود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى