الشاشة الرئيسيةمنوعات

“قرص العربود” طقوس إعداده تبعث البهجة في أيام الشتاء

ينتظر عدد من الشباب بلهفة وشوق اخراج قرص “العربود” من بيت النار ونضوجه، بعد عملية إعداده في رحلات تشويقية لمناطق ذات مناظر طبيعية خلابة في الأردن.
فما زال بعض ابناء البادية والارياف متمسكين بالموروث التراثي الشعبي في صناعة البسط والأدوات التراثية، وكذلك الحال في إعداد الأكلات الشعبية لموائدهم كـ (المنسف والخميعة والرشوف والفويرة واللزقيات والسليقة والعربود).
ويعد قرص العربود أكلة شعبية لها طقوس خاصة تتمحور في أذهان أبناء لواء ذيبان.
وفي العادة يفضل الشباب إعداد قرص العربود في المناطق الخالية، تبعا للطقوس المتبعة، وفق ما ذكره الثلاثيني عدي الرواحنة، الذي أكد أن عددا من الشباب اعتادوا من وقت لآخر تنظيم رحلات  للاستمتاع بأجواء الطبيعة الساحرة، وراحة البال، وهروباً من الضجيج .
مستمتعين بعميلة اختيار مكان للمكوث فيه وتقسيم المهام والواجبات، بدءا من حفر حفرة في الأرض وجمع الحطب لإشعال النار، وبعد ذلك يتم تحضير العجين لإعداد خبز العربود الذي يعد من الأكلات التراثية التي لا يمكن تجاهلها، ولا نسيان مذاقها المستطاب.
ويضيف، “يتم اعداده بخطوات بسيطة تتكون من طحين القمح البلدي دون الخميرة تعجن في وعاء مع اضافة القليل من الماء حتى تتماسك العجينة جيداً، ثم بسطها حتى يصبح شكلها دائري، بعد ذلك يتم اشعال النار في حفرة دائرية تكون قريبة من حجم قرص العربود، وانتظارها حتى تتحول الى جمر، ليدفن قرص العجين فيها وتتم تغطيته جيدا لمدة عشر الى خمس عشرة دقيقة، ثم تقليبه على الوجه الآخر وتغطيته بالجمر مرة أخرى حتى ينضج.
وبعد أن ينضج الخبز يتم إخراجه وتنظيفه مما علق به من الجمر أو الحصى أو ربما بقايا الرماد عن طريق ضربه بقطعة من القماش واستخدام السكين لإزالة بعض الاجزاء المحترقة ان وجدت بعدها تتم عملية تقطيع الخبز لأجزاء صغيرة ووضعها بوعاء من الحليب أو اللبن حسب الرغبة.
يتسامر الحضور في هذه الأجواء التراثية المليئة بالعز والفخر بإحياء هذا النهج المتوارث متبادلين الحوارات الاجتماعية المختلفة، وطرح النقاشات المتعددة متلذذين بتناول العربود مصاحبين نور القمر. وفق الحاج محمد فايق الرواحنة.
وأضاف محمد عطالله الهواري أن لـ “العربود” فوائد للجسد بسبب احتوائه على القمح والحليب بما فيها منافع صحية للجسد، مستذكرا إحدى الرحلات التي قام بها مع عدد من أصدقائه بمنطقة برتا، حيث التقوا سائحا من جنسية إيطالية اذ سألهم عن هذا الصنف من الطعام مستغربا طريقة صنعه ومذاقه اللذيذ.
ويؤكد طيف علي الشوابكة أن العربود من أهم الوجبات المليئة بالعناصر الغذائية الهامة لجسم الإنسان، والتي تساعد على الإحساس بالشبع لفترة طويلة، مشيرا إلى أنه يشعر بمتعة تنساب بخواطره عندما ذهب برفقة عدد من أصدقائه برحلة استكشافية لمنطقة الملاقي في ذيبان، وتم خلال الرحلة إعداد قرص العربود على الطريقة القديمة التي وشحت بالمتعة المليئة بالعمل الجماعي الموكل لكل فرد من الأصدقاء. وأظهر طيف ذهوله لمنظر عجينة العربود بعد وضعها على حطب النار كقرص الشمس المشع بالنور.
ويجد وضاح خالد بركات العدوان أن طريقة تحضير قرص العربود على الطريقة القديمة أفضل من الطريقة الحديثة المبتكرة عن طريق الأفران، مشيرا إلى أن الطريقة القديمة تحيي الروح وهي ملاذ حقيقي للانطلاق إلى آفاق الطبيعة الخلابة والأراضي الشاسعة بعيدة الأمد، فالتحضير للخبز في رحلة مع زمرة من الأصدقاء تقبع بالذاكرة وتعيدنا للتمسك بعاداتنا وتقاليدنا التي تربينا عليها.
وانتاب سارة خالد الدهشة والذهول لمذاق قرص العربود الذي تناولته في رحلة مع صديقاتها لإحدى مناطق البادية الأردنية، فقالت، لم أتوقع في يوم أن اتلذذ بطعم مثل وجبة قرص العربود وطريقة صنعه.
ولا تنكر رؤى الغيث جماليات طريقة إعداد خبز العربود الذي يعتمد على العمل الجماعي في عملية التحضير.
واستغربت عدم انتشار ومعرفة هذه الأكلات الشعبية والتراثية لأهميتها الغذائية وطقوس اعدادها، مطالبة الجهات التي تعنى بالسياحة والثقافة إدراج هذه المأكولات عن طريق الترويج لها وطريقة إعدادها وصنعها. ( الغد )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى