الشاشة الرئيسيةمقالات

صحفيون حرّاس الحقيقة و شهود عيان من داخل البيت ….. فلماذا يبعدون ؟؟

بقلم : ابراهيم الفرايه

من المؤسف أن يتعامل المسؤولون في الدولة مع الصحفيين بهذه الطريقة ، ومن المؤسف أيضًا أن يعتقد المسؤولون أن مكان الصحفي هو خارج الغرف المغلقة وليس داخلها ، هذا ما حدث تمامًا مع فاجعة العقبة ، فجميع الاجتماعات واللقاءات واللجان التي تم تشكيلها خلت من أي صحفي واقتصر الحضور فقط على مدراء ومسؤولين من داخل العقبة هم بالأساس ، أو غالبيتهم على الأقل ، جزء من المشكلة ولا يمكن أن يفهم المواطنون أن يكون هؤلاء جزءًا من الحل …

نقول للمسؤولين جميعا وفي كافة المجالات والأحداث والمناسبات : مهمة الصحفي ووظيفته ليست الترويج لأخباركم أو تلميع صوركم في الحديث عن إنجازات وهمية أو مواقف هي من صلب وظيفتكم
إن الصحفيين هم عين الحقيقة وضمير الوطن وهم الذين يمثلون الغالبية الصامتة من المتضررين الذين يتعاملون مع الوطن بوصفه بيتًا دافئًا يضم الجميع ، وتغييب الصحفيين عن الإجراءات التي تتم داخل الغرف المغلقة هو تغييب للحقيقة والشفافية ما يسمح لجنرالات السوشيال ميديا وصفحاتهم بالقفز للمقدمة بإعتبارهم صناع الكلمة والخبر والسبب الصحفي المظلل للأسف .

المتتبع لما جرى من فزعة بعد فاجعة تسرب الغاز في ميناء العقبة سيدرك دون عناء أن عددًا من المسؤولين تعاملوا مع هذه الفاجعة بهدوء وصمت ما سمح لكل وسائل التواصل الاجتماعي وأباطرتها نسج روايات وحكايات وقصص كما تم منح الإعلام البعيد عن العقبة والذي يدار عبر أصدقاء وعلاقات ومواربات فرصة ذهبية للتأليف والتأويل وكثيرا منهم للاسف ومن يستضيفون من خبراء ومحللين لا يفرقون بين الحاوية والباخرة ، وهذا الميناء وذلك ، وأحيانا كثيرة عدم معرفة تفاصيل خارطة العقبة في كل القطاعات ..

كيف نفهم أن يتناقل المهتم وغير المهتم الاخبار والروايات والحكايات الساخنة والباردة في غياب الصحفيين من أبناء مدينة العقبة الذين يعرفون كل شاردة وواردة ويعرفون أدق التفاصيل التي تجري في هذه المؤسسات أمام الأبواب المغلقة وخلفها.
فبإمكان الصحفيين أن يسهموا في كشف كثير من الحقائق والتأشير على كثير من مواطن الخلل في هذه المؤسسة أو تلك أن منحت لهم الفرصة مشهود عيان .

أبناء العقبة ، بل أبناء الأردن جميعًا ، ينتظرون ما ستسفر عن هذه الإجتماعات من قرارات بحجم الكارثة وينتظرون أيضًا قرارات جريئة من أعلى مستويات صنع القرار لتعيد للعقبة دورها الريادي ، وهي التي ستظل سلتنا الاقتصادية العامرة التي توزع الخير على مساحة الوطن كله .

وبهذه المناسبة فإن الصحفيين الممارسين من أبناء العقبة سيظلون عين الحقيقة والضمير الجمعي للوطن والناس وهم قادرون على تشخيص الخلل والتأشير على مواقع التقصير ، مؤكدين أن مؤسسات العقبة الاقتصادية وموانئها ليست حقولًا للتجريب بل يجب أن تكون كما أرادها سيد البلاد محطات منتجة ومتطورة وقادرة على المنافسة على الصعيدين الإقليمي والدولي ، وإن تغييب الصحفيين عن المشاركة أو الإطلاع عن كثب على ما يدور في اجتماعات الغرف المغلقة في كل المواضيع والمجالس واللقاءات الهامة لن يغيّب الحقيقة ولن يحرف البوصلة عن مسارها الوطني ، لأن مشاركتنا في هذه اللقاءات والحوارات هي من مصلحة الوطن ومؤسساته الاقتصادية الكبرى .

الصحفيون أيها السادة مثلما يأشرون على الإيجابيات المتحققة فإن وظيفتهم أيضًا هي الكشف عن الخلل والكشف كذلك عن العيون المغمضة التي لا ترى إلا مصالحها في وطن يجب أن يتسع لكل أبنائه ، فهل يكون للصحفيين في قادم الأيام حضورا ورأيا داخل الغرف المغلقة ، و اللقاءات المؤثرة ، لا سيما وهم يملكون ما يملكون من خبرة شاملة في كل قطاعات العقبة ، وهم كذلك مطلعون ومستمعون ومحاورون لكل المستويات في المدينة ما مكنهم من التأسيس لرأي جمعي مجتمعي حول أي قضية أو موضوع يتعلق بالعقبة أكثر من مسؤول أو مدير عابر ……

إن أي أجتماع مغلق بالنسبة للصحفيين هو أمر مزعج ، وإن إختيار أسماء محدده مكررة لأي لقاء هام هنا او هناك أمر لا يخدم العقبة ومستقبلها ، وإن عدم الأخذ برأي الصحفيين الممارسين في كثير من اللقاءات والقضايا بالمدينة الساحلية سواء من خلال ما يكتبون أو في بعض الاجتماعات أمر مقلق كون الصحفي هو بمثابة نبض المجتمع وناقل رسالة محايدة لصالح المدينة وقطاعاتها المختلفة

إجتماعات الغرف المغلقة مع المسؤولين والمدراء في اي موضوع يتطلب وجود صحافة ذات موقف ورأي لأن الصحفي أولًا وأخيرًا هو القادر بخبرته وحضوره اليومي على سرد كل التفاصيل من مصادرها المختلفة ، واستمرار نهج إبعاد الصحفيين عن اللقاءات المؤثرة والمواضيع ذات الصلة بقضايا واحداث هامة بالعقبة لا يخدم الباحث المتأمل عن نتائج إيجابية لكل لقاء أو حادثة أو حتى اجتماع يتعلق بواقع بالعقبة وما يحدث فيها .

الصحفي جزء مهم بما يملك من معلومة وخبرة ومصدر في تعظيم مقترح ونتائج لقاء ، أو كشف حقيقة وتفاصيل قضية وحادث مؤلم وهو ليس بالتأكيد كما أراد البعض مثل خبز الشعير مأكول ومذموم ، تفتح له الأبواب في الإنجازات الكرتونية واجتماعات العلاقات العامة ، وورشات العمل والندوات الكلامية المصورة ، وتغلق أمامه الابواب والنوافذ عندما يتعلق الأمر برأي سديد ، وموقف مؤثر ، ونقاط فوق الحروف ……

الصحفيون هم حرّاس الحقيقة وعين الشعب ما يتطلب دائمًا وجودهم في اللحظة المناسبة وفي المكان والزمان حرصًا من الجميع على سماع رأيهم بوصفهم شهود عيان من داخل البيت ، وعلى المسؤولين دائمًا أن يحرصوا على حضور الصحافة والإعلام لأنها تمثل الرافعة الحقيقية للنشاط الإنساني في كل زوايا الوطن ، فالحقيقة لا تكتمل دائمًا إلا بحضور من يدافعون عنها بعيدًا عن المصالح الشخصية والامتيازات الصغيرة لأن مصلحة الوطن دائمًا وأبدًا هي المصلحة العليا التي نذرنا من أجلها أقلامنا وضمائرنا وحركتنا التي لن تتوقف بإذن الله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى