الشاشة الرئيسيةمقالات

المثقف التنويري إبراهيم العجلوني وداعا

د.سالم الدهام

الغواص نيوز
رحم الله أبا سلطان رحمة واسعة، لقد دعوته قبل عام عندما كنت مديرا للمركز الثقافي الملكي وتم تكريمه في سياق ندوة فكرية تناولت بعض مؤلفاته، فأكرمنا بحضوره الساطع البهي، كاد أن يصم أذنيه عن عبارات المدح والثناء التي هو أهل لها…
رأيت فيه التواضع والسماحة والحياء كما لم أرهما في أحد قبله،لقد كان مثقفا عربي الحرف، ديني النزعة، سماوي الأفق، حي الضمير، متقد العقل، صافي الوجدان، لا تأخذه في الحق صحبة أو مصلحة، نسيج العلم والمروءة والخلق والدين، هادئ الطبع، مطمئن القلب، طافحا بالسكينة، مليئا بالرضا، لايشكو ولا يتذمر، زاهدا في كل ما تشرئب له الأعناق ،حرا لا يستجدي فلم تلن له قناة، أو تفتر له همة.
لقدكان إبراهيم أمةفي عصرالفرديةوالتجزئة،لم يؤمن بأي شكل من أشكال الخلاص على حساب الوطن، يبيع ما غلا في دنيا الناس بموقف، منتصرا للحق بكل ما يملك،مبتغيا ما عند الله وحده.
سنفتقدك مثلما سنفتقدك القضاياالعادلة،والمنابر الحرة الشريفة،فجزاك الله عنا خير الجزاء، وأنار قبرك مثلما أنرت من حولنا كثيرا من ظلمات الفكر لنصف قرن خلا، وعزاؤنا لأهلك ومحبيك ما تركت من تراث أدبي وفكري وفلسفي سيظل زادا ومعادا للأجيال من بعدك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى