“سفر برلك”.. مسلسل يتناول ما ارتكبته “الدولة العثمانيّة” بحق أهل شبه الجزيرة العربيّة و”التجنيد الإلزامي” للشبّان العرب.. تعرضه “إم بي سي” في رمضان.. هل تنزعج تركيا وهل تحضر في أحداثه “الثورة العربيّة”؟.. “الخازوق التركي” يعود للأذهان و”معاوية” برسم التأجيل لخاطر إيران!

الغواص نيوز
بالرّغم من عودة العلاقات السعوديّة، التركيّة، إلى أحسن أحوالها، أعلنت قناة (MBC) السعوديّة، ومنصّتها “شاهد” بشكلٍ لافت عن نيّتها عرض مسلسل “سفر برلك” في شهر رمضان، وهو عمل درامي تاريخي، يبدو من إعلانه الترويجيّ أنه بإنتاج مالي ضخم، يُسلّط الأضواء على ما يعتبره العرب جريمة ارتكبتها الدولة العثمانيّة ضد أهل شبه الجزيرة العربيّة، ليبقى راسخاً في الذاكرة الأليمة.
وفي التفاصيل التاريخيّة المُؤلمة، كانت القوّات العثمانيّة في حينها، تُحاصر القرى والمُدن وتُفتّش عن الشباب والرجال فيها، ولم تكن تُعفي إلا من يتوفّر عنده المال ويدفع ثمناً باهظاً مقابل إعفائه، وهو ما لم يكن متوفراً إلا عند قلة قليلة من المخاتير والوجهاء، وبعد جمع المجندين، يتم إرسالهم إلى جبهات بعيدة عن ديارهم.
وهكذا، فارقت أعداد كبيرة من الشبان العرب أهلهم وأحبتهم ومواطنهم إلى مصير مجهول، غالبيتهم لم يعودوا، ولم يعرف أحد أين ماتوا أو كيف دفنوا.
بالنسبة للشباب العربي في حينها، كان التجنيد الإلزامي لصالح العثمانيين، يعني وداعاً أخيراً، وغياباً بلا رجعة؛ ولذا كان يفرّ عدد كبير من هذا المصير، وكانت القوات التركيّة تُطارد الهاربين وتُلقي القبض على من تعثر عليه.
وبذلك عُرفت حملات التجنيد الإلزامي عند العرب بـ”سفر برلك” عُنوان المسلسل الذي تنوي القناة السعوديّة عرضه في رمضان.
ويُعرّف أهل المدينة المنورة سفر برلك، بالجريمة الجماعيّة التي ارتكبها الاحتلال العثماني، في مناطق نجد، والحجاز، وتهجير أهلها إلى تركيا، وسورية، وتفريغ المدينة المنورة من أهلها، بقيادة فخري باشا.
ولإعطاء حالة من الحُضور للعمل جماهيريّاً، والذي يقوم بالأدوار الرئيسيّة فيه مُمثّلون سعوديون، يقوم النجم السوري عابد فهد بدور جمال باشا “السفّاح” وبدور شرفي قصير، والعمل من إخراج الراحل المخرج السوري حاتم علي، وأكمل إخراجه السوري الليث حجو، ومن تأليف عمر علي.
وتفاعل النشطاء والمُغرّدون العرب، مع إعلان MBC، وتساءلوا فيما إذا كان العمل سيُزعج تركيا بتسليط الضوء على ما ارتكبته بحق أهل الحجاز، أم أن الأمر سينحصر بإظهار بطولات الحجازيين، بينما ذهب آخرون للبحث عما إذا كان العمل سيتطرّق للثورة العربيّة الكُبرى، وعلاقتها بفخري باشا.
من المشاهد الترويجيّة، يبدو أن استحضار العثمانيين سيكون سمة العمل، ولا بد أنه سيجري التطرّق لكامل الأحداث، منصّة “شاهد” كتبت على حسابها مثلاً وهي تبث إعلان المسلسل: “إذا كان مكتوب على أهل هذه البلاد أنهم يُحاربون، فأرضهم أولى في جهادهم ودمهم”.
وبما أن المسلسل المُرتقب يحمل اسم “سفر برلك”، يرى مُعلّقون بأنه لا بد أن يتطرّق إلى واقعة سفر برلك، والتهجير الجماعي الذي ارتكبه العثمانيون ضد النجديين والحجازيين.
وتمنّى نشطاء أن يحترم العمل الحقائق التاريخيّة، وأن يكون قد استند في مضمونه الدرامي على معلومات وردت بأهم كتب تناولت ما جرى في واقعة سفر برلك، وأهم تلك الكتب حياتي مع الجوع والحب لعزيز ضيأ، سفر برلك لمحمد الساعد، سفر برلك لسعيد طوله، وسفر برلك لمقبول العلوي، فيما تساءل آخرون حول إمكانيّة تزوير الأحداث، وقال ثالث بأن العمل يُمكن أن يكون بخلفيّة سياسيّة.
بطبيعة الحال، الدراما السعوديّة ليست الأولى التي تتناول “جرائم” الدولة العثمانيّة، فالدراما السوريّة لها باع طويل في تسليط الأضواء على ما ارتكبه “العصملّي” ضد أبناء الشعب السوري خلال حقبة استعماره لسورية، والجميع يذكر تماماً كيف خلّد مسلسل “أخوة التراب” الشهير فظائع العثمانيين ضدّ السوريين، بما فيها عُقوبة الإعدام “الخازوق”.
وشاع في الأيّام القليلة الماضية، بأن (MBC) قد تخلّت عن عرض مسلسل “الزند” بطولة الفنان تيم حسن لأنه عمل اجتماعي في حقبة عثمانيّة تجنّباً للانزعاج التركي، وحذفت “شاهد” فعلاً الترويج للعمل، ودون تأكيد نهائي من صناع العمل حتى كتابة هذه السطور، كما شاع أيضاً تأجيل عرض مسلسل “معاوية بن أبي سفيان” الجدلي على الشاشة السعوديّة، وذلك بعد المُصالحة المُفاجئة بين إيران، والسعوديّة برعاية الصين.