إنطلاق صافرة التعليم في مدارسنا
بقلم الدكتور جميل الشقيرات
أيام قليلة تفصلنا عن بدء العام الدراسي الجديد وإنطلاق صافرة التعليم في مدارسنا، حيث تبدأ المدارس باستقبال الطلبة الاسبوع القادم ومن المفترض أن تكون جاهزة لاستقبالهم من خلال خطط معدة مسبقاً وتوفير كل ما يخص البيئة المدرسية والكتب وتوفر المعلمين كل ذلك من أجل أن يبدأ العام الدراسي من اليوم الأول دون تسويف أو تأخير.
ان العملية التعليمية عملية تشاركية بين أطراف عديدة وهي الأسرة والمدرسة بكافة مكوناتها والطالب.
كثير من الآباء والأمهات يشعرون مع بداية العام الدراسي بأنهم في متاهة لا يستطيعون الخروج منها كيف لا وأغلبهم لا يستطيع توفير ما يحتاجه أبناءهم من مستلزمات لضيق ذات اليد ، وهناك فئة منهم يسارعون إلى المكتبات والمحال لشراء مستلزمات المدرسة، ولكن للأسف يغيب عن أذهان الكثير منهم أن الاستعداد للعام الدراسي الجديد لا يقتصر على المستلزمات المدرسية والاستعدادات المادية، بل يعتمد بشكل أساسي على الاستعدادات النفسية والبدنية و تهيئة الطالب عقلياَ لاستقبال العام الدراسي الجديد بروح جديدة محباً للدراسة ومهيئاً لها من خلال تلبية حاجاتهم النفسية والعاطفية والاجتماعية وتحفيزهم على الدراسة الجادة والمثابرة وان لا تطغى الأمور المادية لدى البعض على الاهتمام بالنواحي النفسية، فلا بد من توفير الجو الهادي والمناسب للدراسة في
المنزل،وأن يُعدّوا أبناءهم وبناتهم تربويّاً، والحرص على تنمية السّلوكيات الإيجابية لديهم ويعملوا ما يستطيعون لتحرير أبناءهم من سطوة وسائل التواصل الاجتماعي التي تستنزف أوقاتهم وتفكيرهم فقبل أن تتأكدوا ان تلفوناتهم مشحونة تذكروا أن تشحنوهم بسمو الاخلاق واحترام مدارسهم ومعلميهم.
وعليهم ان يتابعوا الواجبات المدرسيّة لأبنائهم وأن يشاركوا في حلها ، وأن يتواصلوا بشكل دائم مع إدارة المدرسة والمعلمين لمعرفة مستوى ابناءهم ومدى تفاعلهم وتأقلمهم مع البيئة المدرسية…
وللمعلمين دور أساسي في إنجاح إستعداد طلبتهم للعام الدراسي ويعملوا ان أبناءنا أمانة في اعناقهم ، فواجبهم أن يُذْكُوا بين الطلاب روح التنافس والجدِّ والعطاء،وأن يعملوا على تهيئة الجو العام للدراسة ويجعلونه مناسب ومشجع لطلابهم وطالباتهم ،وأن يتحلّوا بالصّبر والحكمة والحلم واللين وترك مساحة من الحوار للجميع من أجل التعبير عن ما يدور في داخلهم وما يشعرون به مما يساعدهم على اكتشاف مهارات ومواهب طلبتهم ويعملون على تنميتها وتوجيهها في المسار النافع والمثمر.
الطالب عليه مسؤولية مهمة ان أراد أن يحقق ما ينشدة من تفوق ونجاح، فعلية ان يجهز حالتة النفسية وعقلة ويقوم بتنظيم وقته والاستفادة من كل لحظه يقضيها في المدرسة والمهارة في التعاطي مع المقرارات والواجبات الدراسية ، وان يمنح نفسه الطاقة الإيجابية والشعور بالطموح من أجل تحقيق النجاح.
الاستعداد للعام الدراسي يا سادة مهمة وطنية لا تقتصر على وزارة او مديريةأو فئة بعينها؛ ولكنها مسؤولية تقع على عاتق المجتمع بمختلف فئاته، فالجميع لاعب أساسي في صناعة الجيل؛ فمن أجله تتضافر الجهود، وتُستنهض الطاقات، للارتقاء بالمنظومة التعليمية ومخرجاتها…
أمنياتنا ان يكون التعليم في وطننا بخير
أمنياتنا ان يكون من يحملون أمانة التعليم بخير…
كل عام وطلبتنا بألف خير.