الشاشة الرئيسيةدولي

25 عامًا على محاولة اغتيال مشعل بعمّان.. رئيس الموساد يكشِف خفايا المفاوضات: الملك حسين كان غاضبا جدا وشعر بأنّنا أهنّا بلاده وخلقنا الانطباع بوجود تعاونٍ بالعملية.. الشيخ ياسين مُقابل عميليْ الموساد

الغواص نيوز

مع اقتراب الذكرى الـ 25 لمحاولة إسرائيل الفاشلة لاغتيال قائد حركة “حماس”، خالد مشعل، في الأردن، نشر موقع (زمان يسرائيل) العبريّ مقابلةً مع إفرايم هليفي، رئيس الموساد الأسبق الذي لعب دورًا رئيسيًا في محاولة حل الأزمة التي نتجت عن ذلك مع الأردن.
وقعت عملية الاغتيال الفاشلة في 25 سبتمبر (أيلول)، 1997، بعد ما قررت إسرائيل اغتيال مشعل، قائد الجناح العسكري للحركة آنذاك، والذي كان مقيمًا في عمّان.
كان من المفترض أنْ يقوم عميلان في الموساد برشّ مشعل بمادّة سامّة في الشارع، وكان من المقرر أنْ يتم إخفاء ذلك من خلال فتح قارورة صودا مخضوضة لإعطاء الانطباع بوقوع حادثة بريئة. تمّ تنفيذ الخطة عند خروج مشعل من سيارته لدخول مكتبه، لكن الصرخات المفاجئة لابنة مشعل من السيارة دفعته إلى الالتفات إلى الوراء في اللحظة الذي قام به أحد العميلين برش المادة السامة، بينما لم يقم العميل الثاني، الذي كان مذهولاً، بفتح القارورة.
أدرك مشعل على الفور أنّه تعرض للهجوم وتم إبعاده عن المكان بسرعة بينما حاول العميلان الفرار ولكن نجحت الشرطة الأردنية في القبض عليهما، عملاء آخرون للموساد الذين تواجدوا في الضواحي فروا إلى السفارة الإسرائيليّة.

المادة السامة كانت من مشتقات مادة الفيتانيل السامّة القويّة التي يمكن أنْ تقتل الإنسان في غضون ساعات من خلال ملامسة الجسد فقط، وقد تمّ نقل مشعل على وجه السرعة إلى المستشفى وتدهورت حالته بسرعة.
يستذكر هليفي أنّ العاهل الأردني الملك حسين كان غاضبًا جدًا، وشعر بأنّ إسرائيل أهانت بلاده وخلقت الانطباع بأنّه كان هناك تعاونًا بين البلدين في العملية، وهدّدّ بأنه إذا توفي مشعل، سيكون هذا أيضًا مصير العميلين. سارع المسؤولون الإسرائيليون إلى تزويد الأردنيين بترياق ونصائح طبية بينما حاول الأطباء في عمان إنقاذ حياة مشعل.
وروى هليفي: “كان استياء الأردنيين هائلاً. شعروا بأنّ إسرائيل لا تحترمهم وتعامل الأردن كبلد صغير وضعيف حيث يمكنها التصرف مع الإفلات من العقاب”.
تمّ استدعاء هليفي، الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب سفير إسرائيل لدى الاتحاد الأوروبي، من قبل الحكومة للمساعدة في معالجة الأزمة بسبب علاقاته المقربة مع الملك حسين، حيث شارك في جلسة طارئة دعا لها رئيس الوزراء حينذاك بنيامين نتنياهو.
واستذكر هليفي: “كلّ الاقتراحات التي طُرحت في الجلسة لم تكن ذات صلة. في نهاية النقاش، أعربت عن رأيي بأن أفعالنا التصالحية تجاه الأردن يجب أنْ تكون أفعالاً لا يفسرها العالم العربي على أنّها تعويض إسرائيلي للأردنيين ولكن على أنّها قوة أردنية”.

عندما سأله نتنياهو عما الذي يقصده، قال هليفي إنّه يعتقد أنّ على إسرائيل إطلاق سراح الزعيم الروحي لحركة حماس، الشيخ أحمد ياسين. بداية رفض نتنياهو الاقتراح. ولكن مع تصاعد الأزمة دون وجود حل في الأفق، قام رئيس الوزراء بالاتصال بهليفي، الذي قال اليوم:”كان نتنياهو مصابًا ببحةٍ حادةٍ، بدا مريضًا. قال لي كلمتين باللغة الانجليزية – ‘do it’ (قم بذلك)، وأغلق الخط”.
توجه هليفي إلى الأردن، واشتذكر في المقابلة:”لكنني لم أقابل الملك على الفور. كنت بحاجة إلى اجتياز عدة مستويات قبل أن يوافق على مقابلتي، كانت المحادثة متوترة والملك كان غاضبًا، عندما أثرت مسألة إطلاق سراح الشيخ ياسين كإجراء فوري من قبل إسرائيل، وافق الملك على الفور”.
وأضاف:”عندما وصلنا إلى موضوع عملاء الموساد. الاثنان كانا رهن الاعتقال لدى شرطة عمّان وأربعة آخرين، الذين كانوا في الضواحي، فروا إلى السفارة وكانوا محاصرين. حاصرت القوات الأردنية السفارة. مجرد التفكير بالمشهد، بعد ثلاث سنوات من التوقيع على معاهدة سلام، يروي كلّ شيءٍ عن عمق الأزمة”.
وتابع هليفي: “ناشدته مرة أخرى وقلت له إنّه فيما يتعلق بمسألة عملاء الموساد، ينبغي عليه إظهار رحمة ملكية. نظر الملك إليّ بصمت. بعد ذلك سأل عما أعنيه بالضبط بـ(الرحمة الملكية) لأنه لا يعرف ما يعني ذلك، شعرتُ أنّ إجابته على السؤال ستكون مصيريّةً.. قلت له بوضوح، لو كنت أنا ملكًا لكنت علمت ما هي الرحمة الملكية. صمت الملك لمدة قصيرة وقال بعد ذلك، اذهب إلى السفارة وخذ العملاء”، على حدّ قوله.
تعافى مشعل من محاولة تسميمه وأصبح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. على الرغم من غضب الأردن، قررت عمّان بعد وقت قصير من الأحداث طرد مشعل والمسؤولين الآخرين في حماس، ولم يُسمح للحركة بالعمل من الأردن منذ ذلك الحين. أما بالنسبة لهليفي فقد تم تعيينه رئيسًا للموساد، ليحل محل داني ياتوم، حيث شغل المنصب من 1998 وحتى عام 2002.

رأي اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى