الشاشة الرئيسيةرياضة وشباب

الشطرنج يدخل بيوت المجتمع المحلي ويصطاد المواهب “أون لاين”

“الحاجة أم الاختراع”، مقولة لجأ إليها اتحاد الشطرنج الملكي لإيجاد الحلول في مواجهة توقف النشاط الرياضي، بسبب ظروف “كورونا” الاستثنائية، والتوقفات على ضوء زيادة سوء الوضع الوبائي المحلي، فكان التفكير في نهج تنافسي جديد، يضمن توفير شروط الوقاية من خطر إصابة لاعبيه ومنظومته بـ”فيروس كورونا”، ويحول دون تعرض أجندته المحلية ومشاركاته الخارجية للإرباك والتأجيل والإلغاء.
بدئت التجربة في إقامة بطولة “خليك بالبيت” عبر الإنترنت، التي اقيمت خلال فترة التوقف الطويل من آذار (مارس) إلى حزيران (يونيو) 2020، وكانت مقياسا ناجحا انطلق منه اتحاد الشطرنج الملكي إلى تثبيت التطبيق عبر موقع خاص، وحمايته بشروط التنافس الشريف والبعد عن أساليب الغش، ما يتيح للمنظمين مراقبة المشاركين “عن بعد”.
ووجد الاتحاد ضالته للمحافظة على ديمومة واستمرارية نشاطاته، ليسجل حضورا فريدا باعتباره الاتحاد الرياضي الوحيد الذي لم يتأثر بآثار “جائحة كورونا”، ونفذ أجندة خطته للعام 2020 المحلية والخارجية، وجلب إنجازات جديدة للعبة والرياضة الأردنية في زمن “كورونا” الصعب.
ارشيدات: رب ضارة نافعة
ورد رئيس اتحاد الشطرنج الملكي نواف ارشيدات على استفسارات” الغد”، حول تجربة اتحاد الشطرنج مع إقامة البطولات “عن بعد” بعد مرور أقل من عام، وقال: “بالبداية رفع الله الوباء والبلاء عن الوطن والمواطنين، ندرك حجم الأضرار التي جلبتها جائحة كورونا العالمية إلى وطننا الحبيب اقتصاديا واجتماعيا ورياضيا، وكان هاجسنا في بداية الجائحة، الحفاظ على انسيابية بطولاتنا ومشاركاتنا دون توقف، خصوصا إن إقامة بطولاتنا وفق الأجواء السابقة، تقتضي التنافس المباشر بين اللاعبين أو اللاعبات على طاولة اللعب، ما يعني عدم توفر التباعد الاجتماعي.
وأضاف: “عدنا بالذاكرة إلى متابعة المدربين وتحليل لقاءاتهما عبر “الإنترنت”، ووجدنا في هذه الطريقة الملاذ في إقامة بطولاتنا، خصوصا وانه يتوفر فيها كل أسباب حماية أركان لعبة الشطرنج من خطر الإصابة ونقل العدوى بالفيروس.
وتابع: “أطلقنا البطولة الأولى.. لحماية وطنك خليلك بالبيت” عبر “الإنترنت”، وقيمنا مدى نجاح التجربة، وما يوفره الأسلوب من بيئة صديقة للشطرنج، تبرز من خلالها عوامل الجاهزية النفسية، حيث يؤدي اللاعب أو اللاعبة من البيت، ما يزيد من نسبة التركيز الذهني، وهو ما تحتاجه المنافسة على الرقعة الشطرنجية، مع تطبيق مثالي لأفكار الدفاعية وهجومية بالبيادق، ولعل زيادة العدد إلى 3 أضعاف المشاركين ببطولاتنا المحلية ما قبل كورونا، زاد من تمسكنا في اعتماد نظام الـ”أون لاين” كأسلوب مميز في إقامة بطولاتنا المحلية، إلى جانب البطولات العربية والقارية والدولية التي اعتمدت أيضا الأسلوب ذاته، لتمضي خطتنا المحلية من دون إرباك، علما ان هذا الأسلوب ساعد أيضا في ترويج اللعبة بشكل كبير، وسمح لنا بدخول بيوت المجتمع المحلي في جميع المحافظات، واصطياد المواهب من الواعدين والواعدات، حيث كسب نظام الـ”أونلاين” ود جميع الفئات العمرية حتى الرجال، وزاد من جاهزية المنتخبات الوطنية للمشاركات الخارجية، وساهمت الفكرة في حصول منتخباتنا الوطنية للواعدين والواعدات والرجال والسيدات على إنجازات نوعية، عربيا وقاريا ودوليا”.
العابودي: تجربة ناجحة بامتياز
وقال المدرب ولاعب المنتخب الوطني مروان العابودي: “إقامة البطولات الشطرنجية عبر نظام الـ”أون لاين” تجربة ناجحة بامتياز، سواء على صعيد بطولات اتحاد اللعبة، أو تدريبات المنتخبات الوطنية لجميع الفئات، والمشاركات الخارجية التي حقق فيها اللاعبون واللاعبات نتائج لافتة للشطرنج والرياضة المحلية، نشطت العديد من الأندية لانتهاج النظام ذاته، وإقامة بطولات خاصة بها بالتعاون مع اتحاد اللعبة، ما سمح للشطرنج طرق أبواب الأردنيين في مختلف المحافظات، والتنقيب عن مواهب كانت لافتة، وتم إلحاقها بصفوف المنتخبات الوطنية لصقل موهبتها، ما يحافظ على مسيرة تتابع الأجيال الشطرنجية ويسهم في جلب الإنجازات النوعية للعبة”.
وأردف: “ولنا في نادي الحصن قبل أيام تجربة في إقامة بطولة عبر الإنترنت مفتوحة لجميع الفئات العمرية، طبعا بالتعاون مع اتحاد اللعبة، والتي كانت لافتة لاستقطاب شركة “المجال” لرعايتها والتكفل بجوائز الأبطال، وشهدت مشاركة قرابة 80 لاعبا، واحتل عبدالله محمد المركز الأول، وجاء سيف سويدان ثانيا، ولؤي سمير ثالثا، فيما ظفرت غيداء العطار بافضل نتيجة على مستوى الإناث، واللافت أن الشركة الراعية استعدت لرعاية بطولة مماثلة للناشئين تحت 12 سنة خلال الفترة المقبلة، ما يؤكد ان انتهاج أسلوب الـ”أون لاين”، أعطى رواجا وحضورا للعبة الشطرنج محليا وخارجيا في زمن “كورونا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى