الشاشة الرئيسيةمقالات

ينابيع «ماعين» المعدنية.. ونظرة جديدة للاستثمار في السياحة العلاجية

 

 

 

 

الغواص نيوز
– د.حازم الناصر وم.زيد نفاع
خلال زيارة علاجية قصيرة لمنطقة حمامات ماعين والتي تتميز بتوافر ينابيع حارة معدنية مصدرها المياه الجوفية العميقة التي تتواجد في منطقة وسط الأردن وذات خصائص معدنية تصل حرارتها إلى ٦٥ درجة مئوية تساعد في علاج الكثير من الأمراض مثل الروماتيزم والجلدية والأعصاب وغيرها، يجد الزائر إلى تلك المنطقة كل مقومات السياحة والتمتع بالمناظر الخلابة التي قل مثيلها من حيث الطبيعة والإطلالة والوان الصخور الجميلة والمياه الحارة المتدفقة من كل مكان.
وكما قال الشاعر الفلسطيني عدنان برهم «إن الأماكنَ لا تُجلىَ حَقائُقها إلا لمنْ جَالَ يوماً في نوَاحيهَا».

 

 

السياحة العلاجية بهذه المياه وغيرها من المواقع الشبيهة مثل ينابيع الزارة وحمامات عفرا بالطفيلة والمخيبة والشونة الشمالية قد تكون من الأهمية بمكان لزيادة الاستثمار والدخل السياحي بأرقام كبيرة جداً نظراً للحاجة الماسة لمثل هذا العلاج والذي لا يتوافر في كثير من الدول.
السياحة العلاجية العالمية تبدأ بالمياه المعدنية وهي مكمل أساسي للسياحة العلاجية الطبية التقليدية والتي يتميز الأردن بها ويتقدم على الكثير من دول المنطقة.
وبالعودة لموضوعنا الأساسي أي حمامات ماعين وضرورة وجود أفكار جديدة للتوسع في استغلال ميزة الينابيع الحارة واخراجها من عوائق ضيق المكان والطبوغرافيا الصعبة التي تعيق الوصول للمكان بسهولة ويسر، فمن الممكن حل هذه الإشكالية ببساطة من خلال نقل جزء بسيط من هذه المياه إلى المنطقة المرتفعة المحيطة بطريق بانوراما البحر الميت حيث تتوافر الأراضي والإطلالة الجميلة والبنية التحتية من طرق وغيرها. عندما تنقل المياه إلى تلك المرتفعات الجميلة والمطلة على البحر الميت ستجذب استثمارات سياحية فندقية ومستشفيات علاجية نظرا للميزة?النسبية لها من حيث أنها مياه علاجية كما أثبتته دراسات مركز البحوث المائية في الجامعة الأردنية في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي وكذلك قربها من مياه البحر الميت التي تتميز أيضا بخصائص علاجية عديدة. نقل المياه الى تلك المنطقة والتي تبعد حوالي٣كم عن ينابيع حمامات ماعين غير مكلف على الاطلاق لا من الناحية المالية ولا البيئية، لا سيما وأنه سيصار إلى إعادة المياه الحارة إلى أسفل وادي ماعين بعد استخدامها من قبل الفنادق والمنتجعات السياحية وبفاقد مائي لا يتعدى ١٪.

 

 

هذا المشروع يحتاج إلى مخطط شمولي للبنية التحتية والسياحية من قبل القائمين على المؤسسات السياحية والاستثمارية وبمشاركة القطاع الخاص وأهالي المنطقة بهدف إنتاج مقصد سياحي جديد يضاف إلى البحر الميت والبترا والعقبة وجرش وغيرها من المناطق السياحية الجذابة في أردننا الجميل.
إذا كتب لهذا المقصد السياحي الجديد النجاح فسيزيد من الاستثمارات السياحية وخلق فرص عمل جديدة وكبيرة لأبناء المنطقة في ظل الميزة النسبية والتنافسية للموقع بسبب قربها من العاصمة عمان والبحر الميت وموقع المغطس والموجب.
هذه الأفكار نضعها أمام أصحاب القرار في مجال السياحة والاستثمار لتطويرها في إطار منظومة وطنية شاملة للنهوض بالقطاع السياحي الذى ما زال أهم روافد الاقتصاد الأردني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى