الشاشة الرئيسيةمقالات

وللشركات في الفوسفات اسوة حسنة

د. عبدالمهدي القطامين
حين وقف امس رئيس مجلس ادارة الفوسفات الرجل الشهم الاداري الحصيف الدكتور محمد الذنيبات على جبل الجبص ليعلن تحويله الى جبل اخضر وكان المطر يتدفق عينا نحن الجلوس في انتظار شارة بدء غرس الشجر اعلن الذنيبات بصريح العبارة والتي لا تحتمل التأويل اننا شركة مساهمة ونسعى للربح لكننا لن ننسى ابدا ان لنا دور في خدمة المجتمع وتطويره ومد يد العون اليه ولكل جمعية تسعى لخدمة المجتمع ومؤسسة تستهدف تطوير حياة الناس هذه يدنا ممدودة لهم بالخير والمؤازرة .
هل قطع قول الذنيبات قول كل خطيب انه لكذلك ولم يعد بمعذور اي شركة ان تتحجج بانها لا تستطيع ان تقدم للمجتمع ففي كل شركة بند للمسؤولية المجتمعية يجب ان يفعل بصورة حقيقية وليس بصورة خجلى تطل على استحياء وتستهدف اكثر ما تستهدف لقطة من كاميرا تصور مغبرا يتلقى معونة رز وسكر في شوال بلاستيكي فهذه ابدا ليست مسؤولية مجتمعية لكنها من باب رفع العتب واحيانا ضمن نهج “شوفيني يا بنت الخال ” .
حين تقدم شركة الفوسفات عونا لمركز السرطان الذي بدء العمل فيه في العقبة وسيرى النور قريبا مبلغ 500 الف دينار لشراء أجهزة للمركز فانها تساهم في الحد من هجرة مرضى السرطان الى عمان بحثا عن العلاج في رحلة مكوكية تتكرر في الشهر مرات فإنها بذلك توفر عليهم تعبهم ورحلة المسافات البعيدة التي تختلط بوجع المرض وقصر ذات اليد وبؤس الواقع .
ثقافة العطاء والبذل هي ثقافة حميدة في كل المجتمعات والشركات التي تمتنع عن تفعيل مسؤوليتها المجتمعية هي بمثابة من يطلق النار على قدميه قد تجمع ارباحا تفيض على مساهميها لكنها تقف عاجزة عن ان تلبي نداء امرأة عجوز سمعتها اليوم تستصرخ الضمائر بحثا عن لقمة خبز وكانت تناشد اهل الخير عبر اذاعة صوت العقبة في البرنامج الصباحي موجك يا بحر .
على الشركات الكبرى في العقبة ان تغار قليلا مما تقدمه شركة الفوسفات لخدمة الناس والمجتمع وعليها ان تدرك انه ليس بجمع المال فقط يكون العمل وكان بإمكان شركة الفوسفات ان تتذرع بكونها شركة مساهمة عامة ذات مسؤولية محدودة عن تبرعات الخير التي تعم ارجاء الوطن لكنها آمنت ان الكل شركاء في التنمية وان اليد العليا خير من اليد السفلى .
فهل نرى قريبا رئيس مجلس ادارة شركة ما او رئيسها التنفيذي يقف ليس على جبل الجبص بل على شاطىء البحر ويعلن ان شركته ستقدم تبرعا لمعوزين يحتاجون ما يقيم الاود ومرضى هدهم المرض يبحثون عن علاج وهل آن أوان ان ننشئ في العقبة صندوقا انسانيا يستقبل تبرعات الشركات والناس ومنه يتم اغاثة الملهوفين او من جار عليهم الزمن .
ننتظر ونرى …. فما عندكم ينفد وما عند الله باق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى