الشاشة الرئيسيةمقالات

مشروع مرسى زايد في العقبة بين الواقع والطموح

أ.د ابراهيم بظاظو

تعد العقبة واحدة من أهم مناطق جذب الاستثمار على مستوى الأردن والإقليم، لما تتمتع به من خصائص لوجستية واستثمارية وتشريعية ذات مزايا تنافسية ونسبية عالية بقيمة مضافة مرتفعة، فهي محور الاهتمام الملكي، وذات رؤية ملكية باتجاهات متعددة، تسهم في وضع العقبة على خارطة الاستثمارات الدولية، معتمدة على البنية التحتية والتكنولوجية المتطورة، وقد استطاعت العقبة جذب العديد من الاستثمارات الكبرى، وعلى رأسها استثمارات مشروع مرسى زايد، والذي يعد أكبر المشاريع الاستثمارية في العقبة بشكل خاص، والأردن بشكل عام، بقيمة استثمار يبلغ 10 مليار دولار أمريكي، وتبلغ مساحة مرسى زايد 3.2 مليون متر مربع كمساحة مبنية، و 6 مليون متر مربع كمساحة كلية.
يتميز مشروع مرسى زايد بتكاملية وشمولية المنتجات السياحية التي من المأمول أن تسهم بشكل مباشر في تحريك عجلة الاقتصاد السياحي في الأردن ككل، من خلال تحقيق الوفورات الاقتصادية والمالية بشكل مباشر وغير مباشر، من خلال مشاريع متنوعة تسهم في تشغيل الأيدي العاملة والقضاء على البطالة وتوفير فرص العمل ليس على مستوى مدينة العقبة فقط، وإنما يتعدى هذا على مستوى الأردن كلها، حيث كانت بداية المشروع في عام 2010 ولم يكتمل لغاية الآن، لذا يجب تحريك الماء الراكدة والبدء فوراً بتنفيذ هذا المشروع الحيوي، فالموقع الجغرافي للمشروع في أجمل بقاع العقبة التي تطل على واجهة بحرية مشتركة بين ثلاث دول، فالمشروع في قلب العقبة النابض.
يعد الاسراع في تنفيذ المشروع ليس ترفاً وإنما ضرورة ملحة للإرتقاء بالعقبة، وتحقيق رؤية جلالة الملك التي أرادها لمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وتحقيق أهداف استراتيجية سلطة منطقة العقبة الخاصة، من خلال المساهمة في تدعيم الرافعة الاقتصادية والاجتماعية والسياحية، وإنشاء المراكز التجارية، وتوليد المزيد من فرص العمل المطلوبة لتشغيل الأردنيين، التي يعد الأردن بأمس الحاجة لها في ظل الظروف الراهنة، حيث لا يعقل أن يبقى هذا الاستثمار الهام ضمن دائرة التعثر، ويجب أن يتم تحريك الجليد وإذابته للبدء في انجاز المشروع الحيوي، والذي يؤمل أن يكون داعماً لوجستياً لإقليم نيوم في السعودية.

بدأت أعمال المرحلة الأولى للمشروع والتي شملت مسجد الشيخ زايد 4000 متر مربع من المساحة المبنية التي تستوعب 2000 من المصلين وقرية الراحة التي تحتوي 500 وحدة سكنية، وننتظر بفارغ الصبر المراحل الآتية، والتي تتضمن انشاء الأبراج والمشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة وغيرها، والتي ستؤدي الى إنشاء مركز إقليمي متطور على مستوى الشرق الأوسط والمنطقة وموقع جذب استثماري عالمي في مجالات السياحة، والخدمات اللوجستية، معتمدةً على موقعها الجغرافي المتميز في ظل بيئة تشريعية استثمارية تتصف بالريادية والابتكار بالإضافة الى البنية التحتية الحديثة في العقبة.
بالإضافة لما سبق فإن كافة القطاعات الاستثمارية الخاصة بمشروع مرسى زايد ستستفيد من ميزة استخدام الموارد البشرية الأردنية المدربة والأيدي العاملة الماهرة ذات التكلفة المنافسة إقليمياً،
لذا فإن مشروع مرسى زايد، الذي تنفذه شركة إيجل هيلز الإماراتية يجب عليها البدء بالعمل وعدم الانتظار ويجب أن تقوم سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بمد كافة الجسور وتذليل كافة العقبات، حيث كان يفترض أن يكون المشروع جاهز في عام 2017، لذا لا يعقل أنا يبقى الوضع على ما هو عليه ضمن أجمل أراضي العقبة، فالمشروع يحمل اسم أغلى الرجال الشيخ زايد رحمه الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى