الشاشة الرئيسيةمحليات

محمد العمريين يعيل أسرته برغيف مغموس بالكرامة.

كتب – رياض القطامين

لا يتوقف محمد سلامه العمريين عن ترتيل قوله تعالى ” ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم”.

فهو يمتطي سيارته – البك اب- كل صباح ويستهل يومه بالدعاء للعلي القدير «اللهم أغنني بفضلك عمن سواك ,اللهم اني أعوذ بك من الهم والحزن والكسل والبخل وضلع الدين وقهر الرجال».

يصطف بسيارته على بوابة متنزه الأميرة سلمى وسط مدينة العقبة- متنزه البلدية قديما- بمثابة كافتيريا رائعة بمشروبات الشاي والقهوة والزهورات والماء البارد .

اصبح العمريين معروفا للزوار والسياح وأهل العقبة يتناولون من عنده ما لذا وطاب هذه المشروبات بمستوى نظافة خمس نجوم.

يجمع محمد العمريين رزق أولاده من ظهر هذا البك أب الأزرق الذي يتوقف أكثر من ١٦ ساعه على مدخل متنزه الأميرة سلمى تاركا بصمة كرامة في كل كأس من الشاي ليتحاشا أنياب الفقر وطوابير البطالة.

يعيل العمريين عائلة كبيرة من بينهم طالبين في الجامعة وثلاثة على على مقاعد المدرسة .

لا يكل العمريين من الوقوف لساعة بديله يبيع الشاي والقهوة على زبائن فهو يدرك صعوبة الظروف في البلد ويدرك معها احتياجات بيته وأولاده.

يسابق العمريين الزمن كرياح الخير التي تحمل معها بذار اللقاح ليحمل في سيارته أمله الكبير بتوفير لقمة عيش لأسرته المكونة من 8 أفراد رغم دخوله عقده السادس قبل ان تقترب منه نذر الشيخوخة ويغزو الشيب مفرق رأسه.

لا يأبه العمريين كثيرا بحرارة شمس العقبة الحارقة التي لوحت وجهه وتركت على محياه علامات «الجهاد الأكبر « في رحلة البحث عن الرغيف الممزوج بغماس الكرامة.

يؤكد العمريين أن مكانه خلف سيارته البك اب ليبيع الشاي لزبائنه هو اشرف مكان في الدنيا كونه يجد فيه رزقه الذي يكسب منه يوميا لينفق على أسرته ويسد احتياجاتهم.

بين فينة وأخرى يلتقط العمريين أنفاسه طمعا في دقائق من الراحة يشعل سيجارته مع كأس من الشاي ليجلس إلى رصيف المنتزه كاستراحة محارب.

يقف جوار البك اب شامخا كشموخ نخيل العقبة ,وكبرياء جبال الطفيلة وعنقه مشرئبة نحو السماء لتحلق في عالم الكبرياء والكرامة رافضا أن ينضم إلى طوابير العاطلين عن العمل أو أن يكون عالة على الغير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى