مقالات

ليلة موت موسى حجازين وفيديو “مثلية معارض”!

أسامة الرنتيسي
الأول نيوز – نشطاء كثيرون يتسابقون على وسائل التواصل الاجتماعي ومسوؤلون ونواب وشخصيات عامة ليكونوا مراسلين صحافيين، يبثون عواجل الفضائيات عبر الجروبات المشتركين فيها.

معظمهم لا يدققون في الخبر أو المعلومة، المهم السبق، وكأنهم يشتغلون في وكالات أنباء، يتزاحمون على سرعة النشر.

ليلة الاربعاء، امتلأت الجروبات وكثير من وسائل التواصل الاجتماعي بخبر غير صحيح، عن وفاة الفنان الأردني المبدع موسى حجازين أطال الله عمره..

“بالمناسبة، ليست المرة الاولى التي يموت فيها حجازين بل مات عشرات المرات على المسرح وفي عمله الإذاعي من جراء الحياة المسخمطة التي نعيش”.

لقد وصلني شخصيا عشرات المرات، فيديو حول مَن يسمى معارضا في الخارج، وعلاقته بالمثلية، وإنها سبب حصوله على الجنسية الاجنبية، وعن أبواب الدعم التي حصل عليها، وصورة خليله في المثلية.!

طبعا؛ لم يدقق أحد هل هذا الفيديو صحيح أم مزور، المهم كل من يصله يقوم ببثه، وهذا للأسف سلوك العوام إلا من رحم ربي.

الواقع الجديد للإعلام يذكرنا نحن جماعة الصحافة التقليدية كما يطلقون علينا، كيف كنا ندقق، ونُتعب المندوب الصحافي في توثيق كل معلومة يحصل عليها، من أكثر من جهة ومصدر، حتى أخلاقيات نشر الصور كانت تفرض على المصور أن يستأذن كل شخص يقوم بتصويره، ولا يتعامل معه كصيد ثمين.

مع واقع الصحافة والاعلام البائس لا أدري لِمَ تذكّرت كيف يتعامل معنا المسؤولون، ونظرتهم لنا – وكيف قرر وأمر قبل سنوات القاضي الاتحادي الأمريكي تيموثي جاي كيلي البيت الأبيض بإعادة التصريح الصحافي الخاص بمراسل CNN جيم أكوستا، الذي دخل في سجال ساخن مع الرئيس الأمريكي ترامب، فانتصر القضاء للصحافي على حساب ترامب.

أعرف حالات عديدة في صحف أردنية أن المسؤول يحدد للأسف المندوب الذي يرغب أن يغطي مؤسسته، وقد عوقب زملاء كثيرون من رؤسائهم بعد احتجاجات مسؤولين، إذ تم نقلهم إلى قطاعات أخرى.

بوزنها الكبير، رفضت CNN الرضوخ لحاكم العالم ترامب، وانتصرت لمراسلها، كما انتصر له القضاء العادل، وأمر البيت الأبيض بإعادة تصريح العمل له والاستمرار في تغطية أخباره .

نحن في الأردن، نعيش معزوفة يرددها مسؤولون ومدراء مؤسسات رسمية وخاصة، “نادولي الصحافيين” على اعتبار أن الصحافيين من “أثاث البيت” وجزء مكمل للديكور كلما زار مسؤول مؤسسةً ما أو وقّع مدير اتفاقية مع جهة ما، وهي اتفاقيات كثيرة، لا تسمن ولا تغني الصحافة والإعلام من جوع.

نظرة المسؤول أو المدير لعمل الصحافي لا تزال محصورة في نقل صورته وتصريحه إلى المؤسسة التي يعمل فيها، بحيث يعتقد أن مندوب الصحيفة أو الجهة الإعلامية المكلف بتغطية أخبار مؤسسته واحد من فريق العلاقات العامة والإعلام التابع له، ويغضب إن لم يقم بنشر صورته مع توقيع كل اتفاقية أو قص شريط.

الدايم الله….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى