الشاشة الرئيسيةمقالات

كم كارثة نحتاج لتصحو حكوماتنا

 

 

د.عبد المهدي القطامين:

 

ما قاله الملك في مستشفى السلط ان ما يحصل عيب …هو تشخيص واقعي ودقيق فمن العيب والعار ان ينقطع الاوكسجين عن مرضى يصارعون من اجل الحياة ….ومن العيب ان لا يجد المريض حبة دواء… ومن العيب ان نظل نلعن كورونا ونحن لم نتعاقد على لقاحه لنطعم به الناس …ومن العيب ان يظل وزراء الحكومات في ابراج عاجية بعيدين عن هموم الناس اليومية …ومن العيب ان يصل الملك الى موقع الحدث الاليم قبل ان يفكر رئيس الوزراء بالذهاب الى هناك ويكتفي بشعوره بالخجل  ، ومن العيب ان من فشل في موقع عام بوزارة او إدارة عامة يتم تدويره مرة أخرى الى موقع عام اخر بعد فترة وبعد ان يكون غير من ثوبه وشكله قليلا  ، ومن العيب اننا نقتل ونغتال كل من تبوأ منصبا عاما وكشف خللا فيه ليس بمقدوره إصلاحه وحين يلجأ الى أصحاب القرار يتم الإطاحة به في ليلة ليس فيها ضوء قمر،  ومن العيب ان نصف الشعب الأردني على الأقل حصل على تدريب في مجال إدارة الازمات وعند اول ازمة ينسى كل ما تعلمه ويفزع تماما كما يفزع الراعي اذا هاجم الذئب غنمه ودون ان يحتاط الى خطوات الذئب الماكرة ، ومن العيب القول اننا دولة بلا موارد لان مواردنا كثيرة وكبيرة ولكن العيب في إدارة تلك الموارد وتحديد أولوياتها  ، ومن العيب ان نرى جمل الفساد سائرا متباهيا في بلاد الله الواسعة ثم نمضي وقتنا كله في تتبع اثره واين سقطت منه حرزة لتدلنا عليه ،  ومن العيب ان تظل كفاءات بلد جمة مبعدة عن اتخذا القرار ويتم تداول السلطة بين عدد محدود كانوا كالمنبت الذي لا ظهرا ابقى ولا ارضا قطع ،  ومن العيب اننا بعد كل واقعة ننسى ونتغافل ويظل الامر مبنيا للمجهول لذا ستستمر الاخطاء والخطايا وسنظل ندفع ثمنا لهفوات واخطاء من تم تنصيبهم علينا قادة وهم ليس بمقدورهم قيادة انفسهم.

ما يجري في وطننا يحتاج الى قرار صادم جريء لا يقدر عليه سوى الملك قرار يطيح بكل هذه الهياكل التي نخرها السوس وتقدم العمر وتضارب المصالح …ولعل اكثر ما اضحكني وجعلني اذوب خجلا كما ذاب دولة الرئيس ان مجلس الاعيان دعا الى جلسة طارئة لمناقشة واقعة وجائحة السلط ثم تبعه مجلس النواب ….مشكلتنا اننا نعرف ربما اكثر مما يجب ..نعرف حقائق المجالس الكرتونية والمعلبة …نعرف ان الوطن بات يدار بعقلية القطاع الخاص عبر وزراء قدموا اما من عالم البزنس او من عالم الفكر الغربي المنقطع عن جذور الوطن ….لقد ادار خريجو جامعات بغداد ودمشق والقاهرة الوطن بقدرة ومهارة بينما رسب خريجو هارفرد  عند كل امتحان وسقطوا عند كل واجب

نحن نحتاج اذا اردنا ان نلج مئويتنا الثانية بقوة وعزم حركة تصحيح وإصلاح واسعة يقودها الملك وليس سواه  .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى