الشاشة الرئيسيةمقالات

كأس العالم ….تحل في قطر

د.عبدالمهدي القطامين
لم اكن في يوم من الايام احد عشاق كرة القدم او متابعيها بل اكاد اكون اميا في فهم تفاصيلها وفرقها وتصفياتها وحين اعلن عام ٢٠١٠ عن اختيار دولة قطر بلدا مستضيفا للبطولة بدأت اتابع ما تقوله بعض الدول في الامر وبعض مسؤولي هذه الرياضة التي اكتشفت ايضا انها عالم قائم بذاته وان الدول تتصارع لتكون بلد الضيافة للبطولة وانها ايضا حدث عالمي يتابعه على الاقل خمس سكان هذه الكرة الارضية …هل ثمة علاقة ما بين هذه الكرة الارضية وهذه الكرة التي تلهب الجمهور وتشده الى حد لا يحد .
بدت الاجابة واضحة بعد ان اخذت اجوس ملامح التاريخ العالمي الحديث فمنذ انطلاقتها في العام ١٩٣٠ لم تتوقف هذه البطولة سوى مرتين وكانتا في الحرب العالمية الثانية وحين بحثت اكثر وجدت ان العديد من المنتخبات العربية وصلت الى مراحل متقدمة في التصفيات النهائية وما اثار دهشتي اكثر ان دولة عربية واحدة لم تستطع ان تقيم البطولة على ارضها طيلة ٩٢ عاما من عمر البطولة العالمية حتى انتخت قطر لتكسر احتكارات البطولة وترسم ملامح جديدة للكأس… ملامح عربية هذه المرة لتغير وبشكل جذري تلك الصورة النمطية المرسومة في عقل الاخر عن الانسان العربي الذي يعشق فقط النساء والجمل ويبدد امواله فقط في ملاهي الغرب تلك الصورة التي رسمها تيار اعلامي واسع تقوده نرجسية عدوانية غربية وصهيونية احكمت قبضتها على ما يتدفق عن صورة الانسان العربي حتى جعلته مسخا في هيئة انسان .
هذه المرة ستتحدث الكأس بالعربية وسيطل المشجعون من كل دول العالم على انسان عربي مختلف تماما عن تلك الصورة التي تعيش في مخيال الغرب الذي اقفل الباب على الصورة النمطية وجعلها حقيقة مؤكدة لا يأتيها باطل من خلفها ولا من امامها وسيسير المشجعون في شوارع نظيفة وسيحسون بقانون ينظم حياة الجميع ويرون ابراجا ضخمة ومؤسسات كبرى يديرها شباب بعمر الورود يرتدون الدشداشة العربية التي تعلوها الحطة والعقال يتحدثون بلغة العصر ويحسنون التعامل مع الاخر وفق ندية بهية وليس وفق تبعية بغيضة.
اجزم ان صورة العربي بعد نسخة قطر من البطولة لن تكون كما كانت قبل ذاك واجزم ان قطر الجزيرة الصغيرة المتكئة على كتف الخليج العربي استطاعت ان تمحو صورة نمطية غرست في عقل الغرب عن الانسان العربي امدا طويلا .
واجزم مرة اخرى ان القيادة عندما تنتمي الى اوطانها تصنع المعجزات وان امير قطر الشيخ تميم الذي رسم ايقاع قطر عقدا من الزمن جدير بأن نقول له شكرا على ما فعلت وقد احسنت ليس لقطر وحدها بل لأمة ظلت طويلا تعيش على هوامش التاريخ لكنك ادخلتها في متنه ورسمت معالم وجها عربيا جديدا يقول لكل العالم ….نحن هنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى