الشاشة الرئيسيةمقالات

قطر وكأس العالم

قطر وكأس العالم

الدكتور عبدالمهدي القطامين
ليس مستغربا ان تثار كل هذه الاحتجاجات من قبل قوى عالمية على استضافة قطر لكأس العالم فتلك القوى تريد ان تستأثر بكل ما هو حضاري وتخصه لنفسها اما ان تنبري دولة صغيرة الحجم عالية الهمة في بلاد تعرف لدى الغرب ببلاد الشرق الاوسط فتلك ميزة في نظرهم ينبغي انها لم تكن وكلنا نذكر تلك الضجة التي اثيرت على الفيفا حين وقع الخيار على امارة قطر لتكون مقرا لكأس العالم هذا العام من قبل ذات الدول ومن قبل اعلامها ومحاولة وضع العصى في دواليب الفكرة القطرية التي ترجمت على ارض الواقع بابهى صورة وادق تفاصيل .
قطر التي تحولت منذ اختياهار لكاس العالم قبل عشر سنوات الى خلية نحل من العمل الدؤوب المتواصل الذي طال كل شيء البنية التحتية اللازمة للبطولة والمرافق التي تم تجهيزها بصورة قل نظيرها على مستوى العالم والتحضيرات التي وضعت لاستقبال ما يفوق عدد سكان الامارة من الضيوف والمشاركين في كأس العالم والذي تم ويتم على وجه الدقة المطلوبة في تنفيذ عمل ضخم كهذ العمل وكان لا بد في ظل كل هذه الزحمة ان يتواصل العمل ليل نهار لانجاز المهمة الكبيرة على اكمل وجه فظهرت قضية حقوق العمال والعمالة التي بدأت تلوح بها بعض الدول التي ساءها ان تكون دولة عربية تقع على اطراف الخليج ان تتصدى لمهمة كبرى مثل استضافة كاس العالم وهذه الهجمات المبرمجة تقول شيئا واحدا هو ان الرياضة وبطولاتها لا تليق بدول تقع في بلاد العرب التي يرى الغرب وبعض الدول لمتحالفة معها انها خارج سياق الفعل المؤثر حضاريا .
عقدة الغرب والشرق ما زالت هي السائدة في وجهات نظر اليمن المتطرف واليمين على وجه العموم في اغلب دول العالم المتقدم وهذا اليمين يرى ان العرق الابيض هو السيد وان بقية الاعراق هي هامشية تعيش على حواف التاريخ والحضارة معا .
قطر استطاعت ان تكسب الرهان بعزيمة لا تقهر واستجابت لتحدي كاس العالم ليكون في ابهى صوره وادق تفاصيله وهذا ليس بغريب فقد ذكرت سابقا وفي اكثر من مقال ان اجتماع الارادة والادارة معا يمكن له ان يحقق المستحيل ولا انافي الحقيقة او اغازل قطر ان قلت ان حجم الاستجابة كان كبيرا وان زائر قطر يمكن له ان يلمح اي جهود اسطورية وموارد ضخمة تم انفاقها لاستقبال الحدث العالمي الذي قد لا يتكررعربيا مرة اخرى خلال عقود قادمة .
حين خرج امير قطر الشاب المتوثب عطاء المتحفز دائما للاعمال الجليلة الكبيرة قبل يومين على شاشات التلفاز متحدثا عن الهجمات المبرمجة على بلاده التي استطاعت ان تحقق منجزا لا يمكن لدولة عظمى ان تحققه لمحت في حديث الامير الكثير من الاسى وهو اسى مبررا لأن الرياضة كما تقول اجهزتها الدولية يجب ان تكون بعيدة عن السياسة لكن القوم في الغرب ارادوا ان يلونوها بطعم السياسة تغذية للسمة النفسية التي ما زالت تحكم الغرب والشرق معا .
كل التحية والاحترام لقطر اميرا وشعبا وحكومة وهم يصنعون سمفونية كاس العالم بخطى ثابتة بعيدة عن الارتجالية وما يثار هنا او هناك سيظل نوعا من الشحن السلبي الذي لا يمكن ان يقدم او يؤخر بحقيقة ان دولة عربية نظمت كاس العالم واثبتت انه يمكننا ان نصنع الفارق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى