الشاشة الرئيسيةفكر وثقافة

يا قدسُ للشاعر بكر المزايده

يا قدسُ عذراً و يا أقصى و يا حَرمُ
عـذرا لأســـركَ ما قـــد سطَّــرَ القلمُ
إن نامتْ القـــومُ أو هانــتْ عزائمها
تظــلُّ جُـرحاً بكفِّ المــجد يضطـرمُ
والعيــن ان جفَّ من دمعٍ محاجُرها
تبكيـــكَ مكــةُ والمحـــرابُ والحـــرمُ
والنفس تشكو الشَّجَا من طول غربته
والقلب يخفي اسى أودى به الوَجَمُ
والليـل عسعـس في افــلاكه زمــنا
والصبـح ضــاقتْ به الانفـاس تنكتمُ
فـــلا ضــــياء يجـــلِّي ليــل عتمـــته
ونام قهــرا علــى اســـواره السَّحَم ُ
عـــذرا أيا عمرُ الفاروقُ قد وهـــنوا
و يا صـــلاحُ تــداعـتْ ذُلَّنا الاممُ
قد ضــاعَ مفـــتاحه في كـاس غانيةِ
باعوا الضمــير وخان العُرْبُ والعجمُ
والســيفُ قد صدأت ذُلاً بـــواتِرُهُ
والخيـلُ تنــزفُ في افــواهها اللُّجمُ
حتى الاذان غدا بالنوح مرتفعا ً
مـن ذا يحــرّك روحــا قلبـــها شبِمُ
فمـــن يجـــدِّد حطـــيناً ويـــوقظها
ومن يعـــــيد لــنا المجــــد ويــنتــقمُ
طافـــت خيــولهمُ لـلأرض قاطـــبةً
فطاول النجـــمَ فيـــها المجـــدُ والعلم ُ
تشـدو الرمــاحُ على انغـــام مَعْمَعَة
ويصــدح الرمـلُ في البيـــداء والاكمُ
داست حوافرُها التيجانَ فانكسـرت
وخاب فوق ثراها الروم و انهزمـوا
فالله اكـــبر والفــــردوس غايتـــهم
والنصـــر رايتــهــم والعــز والــقيمُ
يصافحـــون المـــنــايا كــلَّ معتَرَكٍ
ما كان ينضب من حد السيوف دمُ
ان كنت تســالُ فاللطــرونُ شاهدةٌ
في كل شبــر لنــا في ارضــها قــدمُ
تصحو الرجال وفي انفاســـها لهبٌ
كالنـــارِ تأكــلُ مــا تلقــى وتلتقـم ُ
يغفــو و كلــه ايمـــــان بنصــرته
ويلتقــي المــوتَ جـــذلاناً ويبتسمُ
لكنـه ما سَلتْ عــن ارضــنا مهجٌ
ولا نسيــــنا بان القـــدسَ يحـــترمُ
وســوف تنكــسرُ الاصــفادُ في ظفـرٍ
فنبضُ جـــرحكَ يبقى والجـــراحُ فمُ
فالقدس آت على الايــام ما صبــروا
واللـيل يطـوي دجاه البدر و النُجمُ
فليـومض البــرقُ في افــلاكه غضــباً
ولتمطر النصــرَ مـن أهدابــها الدِّيمُ
بكر المزايدة من ديوان “تقاسيمٌ على أوتار الزمن”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى