الشاشة الرئيسيةمقالات

حب الوطن واجب يقره الإسلام

المحامي الدكتور عاطف المعايطة / العقبة

حب الوطن شعور إنساني فطري زاده الإسلام تأكيداً وبصيرة وعمقاً، ومحبة الوطن طبيعة طبع الله النفوس عليها، وعاطفة تجيش في النفوس، شأنها في ذلك شأن سائر العواطف الأخرى، وحب الوطن واجب يقره الشرع ويفرضه الواقع، وارتباط الإنسان بوطنه وبلده مسألة متأصلة في النفس، فهو مسقط الرأس ومستقر الحياة ومكان العبادة، ومن خيراته يعيش ومن مائه يرتوي، وكرامته من كرامته، وعزته من عزته، به يعرف، وعنه يدافع، وهو محل المال والعرض ومكان الشرف، وعلى أرضه يحيا ويعبد ربه. وحب الوطن دليل على قوة الارتباط وصدق الانتماء. والوطن ذاكرة الإنسان، فيها الأحباب والأصحاب، فيها الآباء والأجداد. قال الغزالي: والبشر يألَفُون أرضَهم على ما بها، ولو كانت قفرًا مستوحَشًا، وحبُّ الوطن غريزةٌ متأصِّلة في النفوس، تجعل الإنسانَ يستريح إلى البقاء فيه، ويحنُّ إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجِم، ويَغضب له إذا انتقص. والبشر يألفون أرضهم على ما بها ولو كانت فقرا مستوحشا، وقد اقترن حب الأرض في القرآن الكريم بحب النفس قال تعالى: «وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ». واقترن في موضع آخر بالدين: «لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ». وهذا يدل على أن طبيعة الإنسان التي طبعه الله عليها حب الوطن والديار. وهذا الحب يجب ألا يظل حبيسا في الصدور ومكنونات النفس، ونحصره في الشعارات والهتافات، وإنما ينبغي أن يترجم إلى واقع ملموس، وأفعال حقيقية تعبر عن صدق الانتماء، وتسهم فعليا في إعلاء مصلحته العليا وحقن دماء ألشعب والامن الذين هم أبناءً وعدم عبث في مقدرات الوطن الحكومية والمدنية ٠
حفظ الله الوطن وأهله و ولي امره صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم ورحم شهداء الوطن ٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى