جامعاتنا والعمل السياسي

د.جميل الشقيران
الغواص نيوز

نتفق جميعاً بأن جامعاتنا ومنذ تأسيس الأولى منها عجزت عن إحتضان العمل السياسي وحرمت طلبتها من ممارسة العمل الحزبي لأسباب كثيرة أهمها التخوف من تسييس الجامعات والاقتصار على دورها الاكاديمي والتعليمي واعتقد ان من أهم أثار غياب العمل الحزبي تنامي ظواهر العنف والمناطقية داخل الجامعات.
في الوقت نفسه كانت الجامعات في الدول المجاورة تركز على أهمية الوعي السياسي لدى طلبتها إيمانا منها بأنه هو المنطلق للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها والدليل على ذلك أن أغلب رجالات الدولة لدينا( ان جازت التسمية) يتفاخرون بأن تنشئتهم السياسة بدأت في تلك الجامعات.
لقاء جلالة الملك ورؤساء الجامعات الحكومية بالأمس فتح الباب على مصراعيه أمام الإدارات الجامعية لكي تكون الجامعات جزءاً اسياسياً في عملية التحديث السياسي وتشجيع الطلبة بالانخراط في العمل الحزبي البرامجي.
السؤال هنا…كيف توظف ادارات الجامعات الرسائل التي بعث بها الملك خلال اللقاء؟
على إدارات الجامعات ان تدرك أنها تمثل الاطار العام للعمل السياسي وقاسم مشترك بين فئات المجتمع ، وأن الوعي السياسي لدى الطلبة من أهم محركات النمو الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في المجتمع لذلك من الواجب أن تقوم بما يلي:
ا. إعادة النظر بالخطط الدراسية والمحتوى الدراسي وأساليب التدريس وأدوات التقويم لمختلف المواد الدراسية.
٢. التركيز على الأنشطة اللامنهجية وجلسات الحوار والمناظرة والنقاشات التي تعزز حرية التعبير عن الرأي وقبول الآخر لأنها تساهم بشكل كبير في تنمية الوعي السياسي.
٣. توظيف شبكات التواصل الاجتماعي وإنشاء مجموعات طلابية تحت مسميات منتديات التثقيف السياسي وتحت إشراف هيئات تدريسية كفؤة.
٤. إحداث وحدة إدارية في كل جامعة تعنى بتنظيم وادارة ومناقشة قضايا مجتمعية وسياسية وأحداث ساخنة لإطلاع الطلبة عليها.
٥. تكثيف البرامج السياسية في اذاعات الجامعات واستضافة سياسيه وقادة أحزاب ورموز وطنية للحديث عن قضايا مهمة( الدستور..قانون الأحزاب.. قانون الانتخاب…المعارضة ودورها السياسي…السياسة الخارجية للدولة وغيرها الكثير).
اعتقد ان الكرة السياسية الآن في ملعب الإدارات الجامعية بعد أن وجههم الملك إلى ضرورة تنظيم الأنشطة الحزبية بالجامعات والعمل بشكل مؤسسي لمنع وضع أية حواجز أو معيقات أمام الشباب في المشاركة بالحياة الحزبية من خلال توفير بيئة جامعية إيجابية تساهم في التحديث السياسي المنشود…