الشاشة الرئيسيةدولي

توتّر في العلاقات السعودية الامريكية.. والولايات المتحدة تدرس خيارات الرد

الغواص نيوز

مرّت علاقات المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية خلال السنة الأخيرة بمنعطفات مثيرة، كان آخرها ما شهدته الساعات الماضية من تصريحات أمريكية أطلقها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أكد فيها أن بلاده “تدرس عددا من خيارات الردّ” بشأن العلاقات الأمريكية السعودية بعد قرار منظمة أوبك بلس بخفض انتاج النفط بنحو (2) مليون برميل.

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي في بيرو، الخميس: “إننا نراجع عددا من الخيارات للردّ، نحن نتشاور عن كثب مع الكونغرس”.

واتفق أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وشركاؤهم في إطار تحالف “أوبك+” الأربعاء على خفض كبير في حصص الانتاج، ما أثار غضب الولايات المتحدة التي أكدت أن القرار سيضر الدول التي تعاني أصلاً من ارتفاع أسعار الخام.

ردود أمريكية غاضبة

واتهمت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار الأربعاء، مجموعة “أوبك+” بالوقوف إلى جانب روسيا، بعد قرار تحالف منتجي النفط خفض الإنتاج بشكل كبير بدءا من الشهر المقبل تشرين الثاني/ نوفمبر، معتبرة أن “هذا القرار يشكل خطأ”.

وقال بيان صادر عن البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن “يشعر بخيبة أمل من قرار أوبك+ القصير النظر”.

إلى ذلك، قدم نواب ديمقراطيون مشروع قانون يطالب بسحب جميع القوات الأمريكية من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بعد إعلان منظمة أوبك قرارها خفض إنتاج النفط يوم الأربعاء، معتبرين ما جرى في اوبك بلس “عملا عدائيا من جانب السعودية والامارات يستهدف ايذاء الولايات المتحدة ومساعدة روسيا”.

تهديد لفرص الديمقراطيين في الانتخابات

ويتخوف الرئيس الأميركي جو بايدن والديقراطيون عموماً، من أن يؤدي ارتفاع أسعار الطاقة إلى القضاء على حظوظهم بالفوز في الانتخابات المقررة في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، حيث جرت العادة أن يتوجه الناخب الأميركي إلى صناديق الاقتراع وفي جعبته حزمة من الملفات التي حسم من خلالها قراره.

أبرز تلك الملفات تكون في العادة هي الاقتصاد، ولذلك سعى البيت الأبيض جاهداً في الفترة الأخيرة، إلى السيطرة على أسعار النفط التي ارتفعت بشكل كبير في يونيو (حزيران) الماضي، جراء الأزمة مع روسيا.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن سيواصل تقييم ما إذا كان سيتم سحب المزيد من مخزونات النفط الاستراتيجية لتخفيض الأسعار. وأضاف البيت الأبيض أنه سيستشير الكونغرس بخصوص مسارات إضافية لخفض سيطرة «أوبك بلس» على أسعار الطاقة في إشارة واضحة إلى تشريع قد يعرّض أعضاء المجموعة لدعاوى قضائية مرتبطة بمكافحة الاحتكار.

دفاع روسي

وفي السياق، رأى الكرملين أمس (الخميس) أنّ خفض إنتاج «أوبك بلس» الكبير «سيؤدي إلى استقرار سوق النفط»، بعد أن اتهمت الولايات المتحدة المنظمة بـ«الانحياز إلى روسيا» في اتخاذ مثل هذا القرار.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، للصحافيين إن «القرارات التي اتُّخذت تهدف إلى تأمين استقرار سوق النفط». وأضاف أن «بعض الدول تتفهم عبثية القرارات التي تدفع الولايات المتحدة باتجاهها»، في حين تريد واشنطن تحديد سقف لأسعار النفط الروسي.

تبرير سعودي

ونفى وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، أن يكون في قرار “اوبك+” أو المملكة العربية السعودية أي عمل عدواني، أو وجود اتفاق سعودي روسي مسبق بهذا الشأن.

وفي مؤتمر صحفي أعقب اجتماع الأربعاء، قال الوزير السعودي إن تعديل الإنتاج الإجمالي جاء “في ضوء عدم اليقين الذي يحيط بآفاق الاقتصاد العالمي وسوق النفط، والحاجة إلى تعزيز التوجيه طويل المدى لسوق النفط، وتماشياً مع النهج الناجح المتمثل في الاستباقية”.

وأضاف: “قررنا في التحالف تعديل الإنتاج الإجمالي نزولاً بمقدار 2 مليون برميل في اليوم، من مستويات الإنتاج المطلوبة في أغسطس/آب 2022، بدءًا من تشرين الثاني/ نوفمبر 2022”.

وقال إنه تم تعديل وتيرة الاجتماعات الشهرية لتصبح كل شهرين للجنة المراقبة الوزارية المشتركة، فيما تم تمديد التعاون ضمن التحالف حتى نهاية 2023 بدلا من نهاية العام الجاري.

ارتفاع أسعار النفط

واستقرت أسعار النفط قرب أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع أمس (الخميس)، بعد اتفاق تحالف “أوبك بلس”.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسوية ديسمبر (كانون الأول) أربعة سنتات إلى 93.41 دولار للبرميل بحلول الساعة 05:38 بتوقيت غرينتش بعد ارتفاعه 1.7% في الجلسة السابقة. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) سنتَين إلى 87.78 دولار للبرميل، بعد صعودها 1.4% يوم الثلاثاء.

ويأتي الاتفاق بين منظمة الدول المصدرة للبترول {أوبك} وحلفاء من بينهم روسيا، وهو التحالف المعروف باسم «أوبك بلس»، قبل حظر الاتحاد الأوروبي للنفط الروسي. وبالنظر إلى أن الإنتاج في بعض دول «أوبك بلس» أقل من المستويات المستهدفة، فإن الخفض الفعلي سيكون أقل من مليوني برميل يومياً التي جرى الاتفاق عليه.

الطاقة مصدر الخلاف الابرز

وتعد السعودية أبرز المنتجين للنفط من بين الدول الأعضاء بتحالف “أوبك+” المؤلف من 23 عضوا.

وأصبحت الطاقة مصدر الخلاف الأكبر بين واشنطن والرياض، منذ عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي اعترض في 10 مناسبات على قرارات تحالف “أوبك+”.

واستمرت الخلافات في عهد الرئيس الحالي بايدن، الأمر الذي قد تكون له انعكاسات على مجالات تحالف أخرى بين البلدين، خاصة وأن المملكة كانت حتى وقت قريب، أكبر حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط.

كذلك، ترى المملكة ودول الخليج المنتجة للنفط، أن واشنطن تبحث عن دور المتحكم الأول في سوق النفط العالمية، وبالتالي فإن قرار الغرب ومجموعة السبع، بتحديد سقف لأسعار النفط الروسي، قد تتبعه خطوات مماثلة على بقية المنتجين، وهي إحدى أبرز مخاوف المنتجين.

وزن السعودية في سوق النفط العالمية، كبير، فهي ثاني أكبر منتج للنفط في العالم، بمتوسط يومي 11 مليون برميل، وقدرة فورية على زيادة الإنتاج حتى 12.3 مليون برميل يوميا.

كذلك، السعودية في أكبر مصدّر للنفط في العالم، بمتوسط يومي 7.3 ملايين برميل في الظروف الطبيعية، وقدرة فورية على رفع الصادرات فوق 8 ملايين برميل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى