الشاشة الرئيسيةمحليات

بعد انتهاء التأهيل.. دعوات لتشديد الرقابة على “الصحراوي” خشية “إغراء السرعة”

الغواص نيوز _ مع إعلان وزير الأشغال العامة والإسكان، فلاح العموش، انتهاء الأعمال الأساسية من مشروع إعادة تأهيل الطريق الصحراوي، بعد أن وصلت نسبة الإنجاز الكلية في المشروع إلى نحو 99 % الأسبوع الماضي، ووضع المقاولون لمساتهم الهندسية الأخيرة تمهيدا للإعلان عن جاهزيته، يطالب كثيرون بتكثيف مراقبة السرعات على هذا الطريق الذي أصبح على سوية عالية وبمواصفات دولية قد تغري البعض بالسرعات العالية، الأمر الذي من الممكن أن يزيد عدد الحوادث على الطريق.
لكن توصيات وزارة الأشغال بشأن الطريق، تضمنت تشغيل دوريات ثابتة ومتحركة لضبط المخالفات المرورية والبيئية، إضافة إلى توريد وتشغيل كاميرات ثابتة ومتحركة لمراقبة تقيد السائقين بالسرعات المحددة.
ويقول المواطن فهد الضمور وهو من سكان محافظة الكرك، ويسلك الطريق مرتين أسبوعيا، إنه مع الإعلان عن انتهاء الطريق الصحراوي واتساع عرضه، قد يلجأ البعض إلى السرعات العالية، الأمر الذي من الممكن أن يزيد عدد الحوادث على الطريق، مطالبا بتشديد الرقابة وتكثيف الدوريات عليه.
ويؤكد معاوية كريشان من محافظة معان، الذي يرتاد الطريق نهاية كل أسبوع بحكم عمله في عمان، أن عدم وجود الإنارة على كامل الطريق، سيشكل خطرا أكبر، حيث يعتبر هذا النقص من الأسباب الرئيسة للعديد من الحوادث أيضا، مطالبا بعد الإعلان عن انتهاء الطريق، إنارته بالكامل، خاصة أن المناطق المنارة على الطريق محصورة في المناطق المأهولة بالسكان فقط، كما طالب بالحفاظ على هذا المنجز وضمان ديمومته وصيانته بشكل دوري ومستمر على مدار العام.
ويتخوف محمد العطيوي، وهو سكان محافظة الطفيلة، من أن توسيع الطريق وإعادة إنشائه، سيغري البعض بالسرعات العالية الأمر الذي سيزيد عدد الحوادث على الطريق، مطالبا في الوقت ذاته بتحديد مسرب خاص للشاحنات القادمة من عمان باتجاه العقبة، خاصة أنه أعلن أنه تم تخصيص مسرب للشاحنات القادمة من العقبة باتجاه عمان فقط.
الطريق الذي تمت إعادة تأهيلة بالكامل والتي تمتد على مسافة 220 كيلومترا، ليصبح بثلاثة مسارب وأكتاف جانبية من نزول النقب إلى جسر المطار وإضافة المسرب الثالث لخدمة الشاحنات القادمة من العقبة، بينت الإحصائيات الأخيرة أن عيوب الطرق والمركبات لا تشكل سوى 20 % من أسباب الحوادث المرورية وفق دراسات علمية، وأن 80 % منها تعود لأخطاء يرتكبها السائقون من أبرزها عدم التركيز بالقيادة، لكن الرأي العام يحمل الطريق الصحراوي المسؤولية الكبرى عن الحوادث المأساوية التي شهدها هذا الطريق تحديدا.
وبينت الإحصائيات الأخيرة، أن عدد الحوادث المرورية على الطريق الصحراوي العام الماضي بلغت 1352، أودت بحياة 90 شخصا وإصابة 796 آخرين.
إلى ذلك، أوضح الوزير العموش، أنه مع انتهاء العمل بتحويلة جرف الدراويش خلال الأسبوع الماضي، فإنه لم يتبق سوى طرق الخدمات في منطقتي الحسينية والقطرانة وبعض الأعمال الفرعية، كأعمال الكندرين في بعض المواقع، وتأهيل الجزيرة الوسطية وتهيئة مداخل بعض القرى الواقعة على الطريق، مبينا أن التحدي المقبل يتمثل بالحفاظ على هذا المنجز وضمان ديمومته وصيانته بشكل دوري ومستمر، ولافتا في الوقت ذاته إلى أن الوزارة ستنشئ وحدة خاصة لمتابعة شؤون الطريق الصحراوي، نظرا لأهمية هذا الطريق وأثره الاقتصادي والاجتماعي والإداري والسياحي.
وقال العموش، إنه تم تشكيل لجنة خاصة من الوزارة ومندوبي المستشارين المشرفين والأمن العام والدفاع المدني وجميع الوزارات المعنية، حيث رفعت هذه اللجنة توصياتها إلى مجلس الوزراء وتضمنت عددا من الإجراءات التي تكفل التزام مستخدمي الطريق بقواعد المرور إضافة إلى المحافظة على ديمومة الطريق، من خلال ضبط الحمولات المحورية وإنشاء محطات توزين في مناطق محددة على طول الطريق، ومنع الصهاريج المحملة بالفيول من سلوكه، وإلزام الشاحنات القادمة من العقبة باتجاه عمان بالتقيد بسلوك المسرب الثالث المخصص لها.
وتضمنت التوصيات بحسب العموش، تشكيل فريق دائم متخصص في منطقة السلطاني يعنى بمراقبة الطريق وتزويد مركز الوزارة بأي ملاحظات على طول الطريق بناءً على كشف دوري ليتم اتخاذ الإجراءات اللازمة أولا بأول، وتشغيل دوريات ثابتة ومتحركة لضبط المخالفات المرورية والبيئية، إضافة إلى توريد وتشغيل كاميرات ثابتة ومتحركة لمراقبة تقيد السائقين بالسرعات المحددة.
وأضاف، أنه سيتم تجهيز نقاط استجابة سريعة في المناطق الحرجة موزعة على امتداد الطريق تتواجد فيها سيارة إسعاف وإطفاء تابعة للدفاع المدني للتعامل مع أي حادث طارئ، لافتا إلى أنه يتم حاليا التنسيق مع وزارة الطاقة لإعداد عطاء لإنارة الطريق من خلال الطاقة الشمسية كون أعمال الإنارة حاليا محصورة في المناطق المأهولة الواقعة على الطريق.
ودعا العموش سالكي الطريق إلى الالتزام بالإشارات التحذيرية والإرشادية والسلامة العامة والتقيد بالسرعات المقررة حفاظا على سلامتهم.
يذكر أن مشروع الطريق الصحراوي يمتد من جسر المطار وحتى منطقة المريغة بطول 220 كيلومترا تقريبا، ويتكون من ثلاثة أجزاء تم تنفيذها من خلال ائتلاف مقاولين لشركات أردنية وسعودية، بقيمة المشروع الإجمالية التي بلغت 324 مليون دولار بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية وخزينة المملكة، حيث بدأت أعمال إعادة تأهيله في أيار (مايو) العام 2017.
ويشكل الطريق الصحراوي الذي أنشئ في منتصف الثمانينيات شريان حياة المملكة أي منذ ما يقارب 30 عاماً عندما تم اعتماد ميناء العقبة لتوريد السلع إلى العراق في ذلك الوقت، وازداد الضغط عليه خلال الأعوام السبعة الماضية بعد إغلاق المنفذ الحدودي بين سورية والعراق بنحو 50 % عما كان عليه الأمر سابقا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى