الشاشة الرئيسيةمحليات

انتخابات غرفة تجارة العقبة …هل هي حامية الوطيس هذه المرة ؟

الدكتور عبدالمهدي القطامين
حتى الان يبدو ان انتخابات غرفة تجارة العقبة تطهى على صفيح ساخن مع بروز كتلتين متنافستين حتى الان يصفها مراقبون بانهما كتلتان شرستان من حيث السعي لتحقيق اعلى المكاسب من مقاعد غرفة تجارة العقبة التسع .
كأي انتخابات اخرى تتم في العقبة هناك معادلات مجتمعية لا بد من المحافظة عليها في اي انتخابات وذلك يعود بالطبع الى مجتمع العقبة الفسيفسائي المختلط الذي تشكل عبر عمر المدينة ليكون حاضنة للطيف الوطني ومن شتى الاصول والمنابت لكن السمة العامة لهذا المجتمع هو انه اردني بامتياز سرعان ما تذوب فيه اي مخلفات انتخابية ليعود المجتمع موحدا ومتماسكا بعد انجلاء غبار المعارك الانتخابية .
كلا الكتلتين تنشط في مساءات العقبة في زيارات ودية للناخبين سواء في منازلهم او في دوواين بعض الشخصيات المؤثرة وذلك سعيا للحصول على الصوت الانتخابي الذي يؤدي الى العبور نحو مقاعد الغرفة وهذا التسابق نحو الاصوات يتصف بالعقلانية حتى الان بعيدا عن ضجيج الاشاعات التي تطال هذه الكتلة او تلك ولا يعكر صفو المسعى الانتخابي اي احاديث او وشايات هي سمة من سمات الانتخابات بشكل عام لكن يبدو ان التجار هذه المرة يدركون ان الهدف هو واحد مصلحة التجار واليات المحافظة على مكتسبات التجارة في العقبة وبحث المعيقات التي تواجه الحركة التجارية التي خرجت من معركة كورونا منهكة متعبة ادت الى خروج الكثير من التجار خارج دائرة المهنة وما بقي الا قوي العظم كما يقول المثل وسط مسعى لتجاوز ظلال كورونا التي عصفت بالتجارة والاقتصاد معا .
والسؤال الذي يبديه البعض لماذا ظلت التجارة في العقبة كلاسيكية روتينية ولم تستفد كثيرا من مكاسب المنطقة الخاصة منذ انشائها تبدو الاجابة حسب خبراء ومختصين ان ذلك يعود الى ضعف السوق الاستهلاكي للعقبة لمحدودية عدد السكان وبعد العقبة عن اي تجمعات سكانية مؤثرة من حيث الكم الامر الذي ابقى تاجر العقبة تاجر تجزئة وليس تاجر جملة او مستورد ما يضطره الى تزويد تجارته من العاصمة عمان ومن التجار المستوردين الكبار وبذلك يخسر تاجر العقبة فرقية الاسعار المتاحة بين الجملة والمفرق ويفقده مزايا المنطقة الخاصة الضريبية التي من المفترض انها علامة فارقة للمنطقة الخاصة وهذا يدفع بتجار العقبة حتما وللضرورة بالتوحد وتشكيل تكتل تجاري للاستيراد المباشر من دول المنشأ بدلا من البقاء بانتظار ما يستورده تجار عمان الكبار .
هل التجارة في العقبة في احسن احوالها يجيب البعض انها ما زالت تعاني ويعرف التجار انفسهم ان ثمة معيقات تشريعية وقرارات لوجستية ما زالت تعاند تطوير الحركة التجارية وان ثمة الكثير من التعقيدات التي تواجه التاجر عند الاستيراد او حتى عند محاولة اخراج بضاعته من المنطقة الخاصة الى المنطقة الجمركية وهذا مرده الى اليات التعامل من قبل الاجهزة المعنية بسلسلة التزويد والنقل والجمارك وغيرها من الجهات واظن ان اي منتخبين لغرفة التجارة لا يسعون الى حلحلة هذه التعقيدات سيكونون في واد والتجارة في واد آخر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى