الشاشة الرئيسيةمقالات

الوباء بين الرعونة والعناد

الغواص نيوز
د.عبدالمهدي القطامين

لا امتدح احدا بقدر ما اسعى لتوضيح الحقيقة فحين تعمد الحكومة الى تعيين موعد للحظر معتمدةعلى جملة من المعطيات في تحديده ثم يأتي احدهم او مجموعة او عائلة لتقيم مثلا عرسا ينتهك ذلك الحظر الا يسمى هذا رعونة موجبة للعقاب والعقاب الشديد ايضا
وحين يعمد احدهم للتفحيط بسيارته في وقت الحظر مستفزا الاخرين متباهيا بالخروج على قرار الحظر الا يعد هذا رعونة تستوجب العقاب.
مشكلتنا ايها القوم هي سلوكية اخلاقية ومع ذلك تجد دائما من يبرر ويلقي اللوم على الحكومة ويعتبرها الحلقة الاضعف للنيل منها عبر المباهاة بمخالفة كل تعليماتها وتلك قضية اخرى لا مجال لبحثها هنا الا ان الحقيقة تقول ليست دائما الحكومة على خطأ.
حين انبرى وزير الاعلام في معرض حديثه عن تسريب اخبار ووثائق الدولة ليطالب بعقوبات صارمة تطال تلك الفئة التي تسعى لتأجيج الشارع والنفخ في ظروفه المتردية واستخدم احد اهم قواعد اللغة العربية التي تميزها عن غيرها من اللغات وهي الكناية والتورية قامت عليه الدنيا الفيس بوكيه ولم تقعد بعد وكأن الرجل خرج من الملة واصبح رجمه ضرورة وطنية فيسبوكية …هنا دعونا نعترف اننا مأزومون منهزمون واننا نبحث عن البطولة في اثواب دونكيشوتية باهتة بائسة .
انا مع الضرب بيد من حديد ….وهنا استخدم الكناية…التي لا يعلم عنا بعض كتاب الفيس بوك شيئا لكل من يخالف القوانين سواء كان شخصية عامة او شخصية عادية ما لم يكن معه المبرر الذي دفعه لمخالفة اي قانون او امر دفاع لظروف قاهرة .
انا مع دحرجة الرؤوس ..كناية مرة اخرى …لكل من تولى امر الناس ثم اخل فيها ولوى عنقها لصالح امر يخصه او لصفقة يتكسب منها او اتخذ قرارا فأخطا فيه ففي المصلحة الوطنية الخطأ خطيئة وكلاهما خيانة للوطن .
لقد تمادى العابثون حين ابتعدنا عن دحرجة الرؤوس والعقاب الذي هو من جنس العمل وحين اصبحنا نقول للمسيء في العمل العام الله معك ثم نبحث له عن مكان اخر يواصل فيه اساءته فأننا بذلك نشرعن لغياب العدالة ونطعن السلم المجتمعي في الخاصرة .
اخيرا ادعو الى الالتزام بتشريعات الحظر الهادفة الى حفظ سلامة المجتمع وليعتبر كل منا انها ضرورة للبقاء والصمود في وجه وباء كاسح مجهول يقتل دون رحمة او شفقة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى