الشاشة الرئيسيةمقالات

القطاع الصناعي الضلع الأهم في المثلث الاستثماري في العقبة

الغواص نيوز

رياض القطامين

اذا كان القطاع الصناعي الأردني بعمومه يشكل (25% من الناتج المحلي الإجمالي) فلا اجانب الحقيقة اذا قلت ان حجم الاستثمار في القطاع الصناعي الخاص في العقبة يشكل أكثر من ٣٠% من إجمالي استثمارات منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.

في السنوات الاولى لتأسيس المنطقة الاقتصادية وصف القطاع الصناعي بالأعرج من احد رؤساء سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة أنذاك في اشارة واضحة الى تأخر هذا القطاع عن قطاعات اخرى اسرع نموا كقطاعي السياحة والتجارة ومرد ذلك الى الانطباع السائد ان العقبة منطقة سياحية بالدرجة الأولى لدى المسؤول والمواطن والمستثمر معا .

بعد إنشاء مدينة العقبة الصناعية الدولية ومباشرتها باستقطابها لعدد من الاستثمارات الصناعية بدأ القطاع الصناعي يقف على رجليه ولم يعد أعرجا كما وصف وانطلق القطاع يهرول تارة ويركض تارة اخرى إلى جانب اشقائه من القطاعات الأخرى مكملا لها ومساندا والفضل يسجل لمدينة العقبة الصناعيةالدولية رغم تعقيد الإجراءات وقوانين المنطقة الخاصة انذاك والتي ما زالت إلى اليوم تنتظر تعديلات لتكون أكثر قدرة على جذب المستثمرين لا على تطفيشهم ولا مجال هنا لسرد الامثلة.

لكن المشكلة “الشكلاء” ان الانطباع عن هذا القطاع الهام في العقبة لدى أصحاب القرار في سلطة منطقة العقبة وحتى في الحكومة المركزية في عمان ان قطاع الصناعة في العقبة هو قطاع ثانوي والدليل ان القطاع الصناعي لم يحض باستراتيجيات وخطط واولويات كما هو في قطاع السياحة.

مضى من عمر المنطقة الاقتصادي الخاصة أكثر من ١٧ عاما والقطاع الصناعي ليس على أولويات خطط سلطة المنطقة للتتنبه السلطة مؤخرا ان استثمارات صناعية وصلت القويره بفضل مدينة العقبة الصناعية أيضا وهي استثمارات كبيرة ومهمة بذاتها وبمنطقة القويرة التي ستنعم بخيرات العقبة الخاصة بعد حرمان طويل رغم أنها على مرمى العصا منها.

المطمئن ان السلطة وشركة التطوير الان وضعت القطاع الصناعي على سلم أولوياتها كما سمعت من الأصدقاء حسين الصفدي الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة وحمزه الحاج حسن نائب رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وهما قادران على صناعة الفارق في هذا المجال ووضع قطاع الصناعة في العقبة في صدارة القطاعات .

تسليط الضوء على القطاع الصناعي في العقبة لم يأت من فراغ بل جاء من كونه أحد الركائز الأساسية في دفع عجلة النمو الاقتصادي، ودوره الكبير في التوظيف والتشغيل، وجذب الاستثمارات النوعية، والوصول الى الأسواق العالمية واظهار صورة وهوية المنتجات الاردنية إلى جانب ارتباطاته الوثيقة مع مختلف القطاعات الاقتصادية وزيادة نشاطها. 

على مدار شهرين ماضيين زرت ٩٠% من المنشآت الصناعية في العقبة برفقة عدد من الزملاء الصحفيين وتحدثت إلى مدراء وأصحاب هذه الاستثمارات الصناعية الرائعه فمنهم من شكر ومنهم شكا وهم النسبة الاغلب من غياب التواصل للمسؤولين الحكوميين أو تعقيدات في الاجراءات
أو فتور وبطء في الإجابات على استفساراتهم الأمر الذي دعانا في شركة خليج العقبة للإعلام إلى تنظيم اول ملتقى للقطاع الصناعي بحضور اغلب أصحاب العلاقة من الحكومة بنقاشات وحوارات مستفيضة نأمل أن نكون قد قدمنا خدمة للقطاع الصناعي من خلالها .

ولبيان أهمية القطاع الصناعي بعمومه في المملكة فأنه يشكل (25% من الناتج المحلي الإجمالي
كما يوظف القطاع الصناعي حوالي 251 ألف عامل جلهم من الأردنيين يعملون في ما يقارب 18 ألف منشأه صناعية منتشرة في جميع محافظات المملكة، يشكلون بذلك حوالي 21% من مجموع القوى العاملة الأردنية، وتزداد هذه النسبة لتصل الى حوالي 28% من اجمالي حجم العمالة في القطاع الخاص، كما ويتقاضون أكثر من مليار ونصف دينار كأجور وتعويضات، يعيلون من خلالها حوالي خمس عدد سكان الأردن. 

كما تسهم الصناعة في تعزيز سعر صرف الدينار الأردني واستقراره، من خلال رفد احتياطيات المملكة الرسمية من العملات الأجنبية بما يزيد عن 9 مليار دولار سنويا. نتاج استحواذه على أكثر من 90% من اجمالي الصادرات الوطنية والتي حققت نمواً بما يقارب 10% خلال العام 2019 ووصلت الى حوالي 140 دولة حول العالم، لتؤكد على ما تتمع به المنتجات الصناعية من جودة ومواصفات عالمية، فضلاً عن استحواذ الصناعة على ما يزيد عن 70% من الاستثمارات المتدفقة الى المملكة خلال العقد الماضي وبالتالي يعتبر من القطاعات الجاذبة للاستثمار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى