الشاشة الرئيسيةمقالات

الرواشدة يكتب ..الملك يؤشر على مواطن الخلل

رمضان الرواشدة
الحديث الملكي الذي ادلى به جلالة الملك عبدالله الثاني امام مجلس السياسات في الديوان الملكي اول امس الثلاثاء اشرّ فيه جلالته على كثير من مواطن الخلل والضعف وتحدث عما يجول في خواطر المواطنيين الغاضبين من فاجعة مستشفى السلط يوم السبت الماضي وحتى ما قبلها.
جلالة الملك يؤكد اهمية الإبتعاد عن الفتنة في هذه الظروف التي تمر بالوطن وخاصة الجهود المبذولة لاحتواء جائحة كورونا التي تتزايد يوميا واهمية المحافظة على هذا الوطن. لقد مر الأردن منذ تأسيسة قبل مائة عام بظروف صعبة جدا من ازمات داخلية وحروب فرضت عليه وفتنة داخلية مرت به وواجه الإرهاب الذي ضرب الأردن عدة مرات واحتوى موجات اللجوء التي اتت اليه على مر السنين ولكنه خرج منها اقوى بفضل قيادته وتلاحم ابناء شعبه ووحدته الوطنية ووعي الناس . وعلينا في هذا المرحلة ، وما بعدها، ان نحافظ على هذا الوطن الذي بناه الاباء والاجداد المؤسسون وحافظوا عليه وبذلوا دماءهم واروحهم من اجل ان يبقى وقدّم الشهداء منذ الملك المؤسس عبدالله الاول الذي قدّم روحه على عتبات المسجد الاقصى من اجل الاردن وفلسطين واستشهد له ثلاثة رؤساء وزارات والآف الأردنيين من جيشنا العربي ومن اجهزتنا الأمنية الساهرة على امن الوطن والمواطن وما زال مستعدا للبذل والعطاء والتضحية من اجل ان تعيش الاجيال القادمة من الاردنيين بأمن وآمان .
عندما يتحدث جلالة الملك نشعر تفهمه لغضبة الاردنيين من ابناء السلط ومن مختلف مناطق المملكة الذين صدمهم ما حدث نتيجة الاهمال والتقصير كيف لا وجلالة الملك كان اول المنتفضين والغاضبين وبادر فورا الى الذهاب الى مستشفى السلط والوقوف على حقيقة ما جرى ووّجه باقالة الوزير ومدير المستشفى فورا واستمع الى المواطنيين والى ظروف المأساة التي حلت باهلهم مما اشاع الارتياح الكبير لدى المواطنيين.
كما ان جلالة الملك يشير بوضوح الى ضرورة العناية بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب فالمنصب – كما يقول جلالته- ليس للترضية او المجاملة بل لخدمة الاردنيين ويؤكد ان من يجد نفسه غير قادر على العطاء فليرحل، وهذا صحيح فهناك الآلاف من الكفاءات الأردنية المستعدة لخدمة وطنهم وتحمّل اعباء المسؤولية اذا اتيحت لهم الفرصة. كما يشير جلالته الى مفهوم مهم في الإدارة الحديثة وهو الثواب والعقاب ،فالمسؤول المقصر يجب ان يحاسب فأرواح الناس وصحتهم وحياتهم غالية على الجميع وليس من المقبول خسارة اي مواطن بسبب الإهمال. وعلى الوزير في وزارته والمسؤول في مؤسسته ان يعمل على ادارتها بشكل جيد ويستفيد من خبرات ابنائها وان يتحمل في نفس الوقت مسؤولياته وواجباته التي اقسم بالمحافظة عليها ويشير جلالته الى اننا بحاجة الى اشخاص يعملون من كل قلوبهم لمصلحة الوطن.
تأتي الحكومات وتذهب وياتي الوزراء ويذهبون -وبعضهم الى غياهب النسيان- ولكن يبقى الوطن اولا واخيرا ،ويشير جلالته الى ذلك بأن ثقافة الاردنيين هي ثقافة الشرف والرجولة والكرامة ولا يجب للمسؤول ان ينتقص من كرامة المواطن بل يجب ان يكون خادما له .
awsnasam@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى