الشاشة الرئيسيةمقالات

“الحكومة واعادة الثقة المفقودة”

احمد الاحيوات.. رئيس بلدية قطر ورحمه

 

قال تعالى في سورة يوسف على لسان سيدنا يوسف عليه السلام وهو يتحدث الى عزيز مصر : ” قالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأرضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ “.
الفسادُ في الأصلِ إدارة غيرُ حصيفةٍ وغير أمينة وليس قلة إمكانيات أو موارد ، فيوسفُ عليه السلام أدار إمكانيات مصر نفسها بأمانةٍ وعلمٍ وبدعم كاملٍ من عزيزها فنجا ونجت مصر كلها.
إدارةٍ الامكانياتُ ذاتها بعلمٍ وأمانةٍ ودعمٍ من المسؤول الاول وعملٍ جماعيٍ هي طريق النجاةِ.

عندما تزداد وتيرة التنفع من خيرات الوطن على وتيرة الانتماء له تظهر مساوىء الإدارة وتتمايز، حتى يصل الأمر الى وصم من يسير خارج اطار هذا المفهوم بانه غير منسجم مع المفاهيم الحديثة للادارة .
ولكن ذلك بحاجة الى بطء والتزام كما يقول الساسة الانجليز ومن سار على دربهم “slowly but surely” ، وذلك لان مجموع القرارات قد اتخذت لأجل المنافع الذاتية وليست لأجل النفع العام.
قلتُ هذا وأنا أقرأُ ما يُكتبُه الأردنيون في وسائل التواصل واستمع لأحاديثهم في مجالسهم وحواراتهم حيث يبدو على المشهد العام أن هناك أزمة ثقة عميقة متعلقة بالحكومة في كل قراراتها نشعر جميعا بانها قد تتحول الى عداء.
وإعادةُ بناء تلك الثقة المفقودة هو مسؤولية الحكومة أولاً ، ولن يكون ذلك إلا بقرارات حكومية صادقة جريئة تعيد هيبة الدولة بتطبيق العدل والمساواة وتكافؤ الفرص واحقاق الحق.
بخلاف ما ذكرتُ .. سنبقى ندور في حلقةٍ مُفرغة لا تقدم للوطن الا عدم الثقة والتخلف والفقر والمزيد من إهدار الفرص والإمكانات المتوفرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى