الشاشة الرئيسيةمقالات

الحرب في اوكرانيا الوضع عندما يقترب من حافات المشهد الخطرة

الغواص نيوز

كتب أ.د احمد القطامين *

بينما تتطور احداث الحرب الروسية الغربية في اوكرانيا يوما بعد يوم، يتعقد المشهد ويتم حشر المزيد من اللاعبين الجدد فيها. بدأت الحرب بين روسيا واوكرانيا بدعم كامل من الولايات المتحدة الامريكية لاوكرانيا بكافة الامكانيات الممكنة من الصور الفضائية والمعلومات التي تلتقطها عشرات الاقمار الصناعية الغربية التي تجوب سماء اوكرانيا على مدار الساعة الى التزويد باحدث الاسلحة واكثرها فتكا الى الدعم المالي المباشر بلا حدود.

لقد ادى هذا الدعم الامريكي الاوروبي لاوكرانيا الى منع روسيا من حسم الحرب بسرعة وباقل الخسائر الروسية والاوكرانية على حد سواء، وقد حول التدخل الغربي تلك الحرب الى مسرح دموي هائل مملؤ بالنار والدمار والموت، وتحولت من عملية عسكرية خاصة يفترض حسمها باسبوع او اسبوعين الى حرب تمتلك كل مقومات الحرب طويلة المدى التي ربما ستمضي بالبشرية الى حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر.

في بداية الحرب في فبراير الماضي كان اللاعبون الوحيدون في الحرب روسيا وامريكا وبريطانيا مع مجموعة من الدول المحيطة مباشرة باوكرانيا كجمهوريات البلطيق الثلاثة وبولندا ولاتفيا وبلغاريا وهي دول تشبه الى حد كبير جمهوريات الموز التي لا تذكر عند الحديث عن حرب على هذا المستوى انما اهميتها تأتي من الهيمنة الامريكية الكلية عليها عسكريا من خلال حلف النيتو، ومع تطور الحرب ازداد مع الايام عدد اللاعبين فيها ودخلت المانيا وفرنسا بعد تردد الى اتون الدعم العلني والكبير والمباشر بدون تحفظ، كل ذلك حدث لانجاز هدف واحد وهو منع روسيا من الانتصار ، مما فسح المجال لاستمرار الحرب وزيادة شدتها وقدرتها التدميرية واخذت اوكرانيا تدفع يوميا اثمانا باهظة جدا لاستمرارها التي من المتوقع ان تعيد اوكرانيا خمسين عاما الى الوراء.

لقد واصلت السياسات الغربية الخاطئة عملية ادخال لاعبين جدد في الحرب من اهمهم ايران واسرائيل. ففي حملة اعلامية واسعة النطاق وتبدو مرتبة مسبقة، تفاجأ العالم باخبار ان عمليات تدمير البنى التحتية للطاقة في مختلف مدن اوكرانيا تمت باستخدام روسيا لطائرات مسيرة ايرانية. والمقصود هنا هي طائرات شاهد 136 الانتحارية التي تصنعها ايران وهي طائرة مسيرة ذكية تحلق على ارتفاعات منخفضة جدا بحيث يتعذر على الرادارات كشفها ثم تنقض على الهدف وتفجر نفسها فيه وتلحق دمارا هائلا. فبينما تنفي ايران وروسيا تلك القصة، يصر الغرب واوكرانيا على ان هذه الطائرات تستخدم فعلا في قصف منشأت البنية التحتية للطاقة في المدن الاوكرانية.

من ناحية منطقية، يستبعد ان تستخدم روسيا اسلحة لا تصنعها نفسها في تلك الحرب لأن روسيا دولة تصتع كل انواع الاسلحة على اعلى المستويات العالمية ويفترض انها لا تحتاج استيراد السلاح من الخارج. لكن ربما بسبب ان سعر بيع الطائرة الايرانية شاهد 136 لا يزيد عن عشرون الف دولار بينما الاسلحة المشابهة الروسية تقترب كلفة انتاج الوحدة الواحدة منها حوالي المليون دولار.

هذه الطائرة رخيصة الثمن لكنها تشكل مشكلة اقتصادية ومالية هائلة لمن يعترضها، فبينما كلفتها لا تزيد عن عشرون الف دولار فأن صواريخ المقاومات الارضية في اوكرانيا يكلف الصاروخ الواحد منها حوالي مليون دولار لاعتراض طائرة انتحارية مسيرة عن بعد قد يصيبها الصاروخ وقد يخطؤها.

الارجح انه اذا استمرت حالة الاستقطاب حول الحرب في اوكرانيا بنفس وتيرة التصاعد الحالية فاننا سنشهد موقفا يتدحرج بسرعة وبمستوى عال من الفوضى قد يقود الى حرب عالمية ثالثة لا ينتصر فيها احد.

qatamin8@hotmail.com
*اكاديمي وكاتب اردني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى