الشاشة الرئيسيةمقالات

الاستقواء على الأردن …مرفوض جملة وتفصيلا

د. عبدالمهدي القطامين
يحاول البعض ممن اغوتهم بعض التيارات السياسية او ممن اغوتهم لعبة التصيد في ماء عكر في اكثر من مناسبة ممارسة نوعا من الاستقواء على الاردن وطنا وتاريخا وحضارة وقيادة معتقدين انهم بذلك الاستقواء يحصلون على بعض شعبيات زائفة مثل زبد البحر او ربما في تاريخهم الشخصي بعض حقد دفين ضد هذا الوطن الذي ظل على الدوام مهوى افئدة الكثير من ابناء الامة الذين تقطعت بهم السبل وضاقت بهم اوطانهم فوجدوا في الأردن مأوى ومستقرا وواحة أمن وامان .
وما يغيب عن الكثيرين ان الأردن ليس دولة عظمى ولا قوة عالمية تحدد مصير العالم ولا دولة تمتلك الجيوش الجرارة ليتم دعوتها في كل حين لخوض غمار الحرب مع العدو الصهيوني التاريخي لكل العرب والمسلمين واذا كانت الدول العظمى المعروفة عالميا باتت تميل الى عقد التحالفات والمعاهدات مع دول أخرى لحماية مصاحها فان الأولى بالأردن ايضا ان يعقد تحالفاته ومعاهداته مع دول قوية كي يحافظ على توازنه وقدرته على البقاء في عالم أصبحت سمته الاضطراب والتغير والحروب ولعل من يعيبون على الاردن انه عقد تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية لا يدركون حقيقة هذا التحالف وانه يشكل صمام امان لبقاء الاردن كدولة ويغيب عنهم ايضا ان الأردن ترك وحيدا من قبل الاشقاء والاعداء معا يواجه مصيرا اقتصاديا صعبا لولا تلك المساعدات التي تأتيه من الدولة الحليفة والتي تتجاوز مليار ونصف المليار دولار سنويا وهي مبالغ تغطي عجزا مزمنا في موازنة الدولة الأردنية ولو ادارت الاردن ظهرها لاميركا لاصبح ظهرها المالي والاستراتيجي مكشوفا لكل متربص في الإقليم وعلى رأسهم دولة الاحتلال .
الأردن القوي هو الأردن الذي يستطيع البقاء في ظل هذه العواصف التي عصفت بالإقليم وعلى من ينتقدون ان يتوقفوا قليلا وان يخففوا من غلواء لغطهم وهمسهم في ان امريكا تحتل الأردن عبر معاهدات واتفاقيات واقول لهم ان الاحتلال ترونه واضحا من حولكم رأي العين وترون كم دمار عصف بالوطن العربي والشواهد كثيرة ولا تحتاج الى برهان .
على اية حال كما يقول المثل “الحكي على المرتكي هين ” وهو كذلك في هذه الحالة فمن يمارسون النضال من خلف شاشات التلفزة ومواقع الاخبار لا يدركون حقيقة ان الأردن سيظل وانهم الى زوال وكفى الله الأردنيين شر القتال .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى