” الاردن يناديكم أيها النشامى”

كتب رياض الفطامين
… الاردن يناديكم أبها النشامى ،لانقاذه من كورونا الذي بدأ يتمدد كما النار في الهشيم ويخطف فلذات اكبادنا واحبتنا من بين أيادينا في وضح النهار.
الكورونا قتل مواطن الفرح في اردننا الغالي وفتح الباب واسعا لمواسم الترح والاسى ،والغريب ان يخرج البعض في مثل هذه الظروف القاسية باحتجاجات في غير اوقاتها حتى لو كانت مشروعة بنسبة100%.
رغم دوافع الاحتجاجات المعروفة للجميع والمتعلقة بالظروف الاقتصادية وبمعيشة الناس بالدرجة الأولى إلا أن توقيتها الآن غير مناسب إطلاقا.
البلد يحتاج إلى رص الصفوف وأن يكون الكتف على الكتف للانتصار على الكورونا ومن بعده الانتصار على الواقع الاقتصادي الصعب.
قالها جلالة الملك عبد الله الثاني أمس سننتصر على الكورونا والتحديات الاقتصادية بالوقوف صفا واحد وأن نعمل بروح الفريق الواحد ليتسنى لنا فتح البلد بكامل قطاعاته الاقتصادية.
الحكومة وحدها لن تكون قادرة على تحقيق انتصارات نريدها اذا لم يكن الشعب في ذات الخندق وذات المركب.
انا أعلم حجم الاحتقان الذي يخنق الناس جراء الظروف الاقتصادية وهو حق مشروع لكن المطلوب الآن ان نتوحد في وجه هذا العدو الذي اسمه كورونا وبعد ذلك سيكون للاحتجاجات مناخ أفضل للمطالبات بالحقوق التي كفلها الدستور للمواطنين.
الاحتجاجات لا ترهق عصب الحكومة فحسب بل ترهق عصب الوطن وتهلك المؤسسات والأفراد وتجفف الزرع والضرع في وقت الوطن بأمس الحاجة إلى أبنائه .
حتى لا يذهب القارىء بعيدا ويدرجني على قائمة”المسحجين” وانا منها بريء كبراءة الذئب من دم يوسف أقول انا مع الاحتجاجات في غير زمن الكورونا، وأنا ضد الاحتجاجات في زمن الكورونا رحمة بالبلد والولد .
الكلام القوي والحازم” للملك أمس هو نبراس ومنارة وخارطة طريق لإدارة المعركة ضد كورونا نهتدي بها، وهو ليس “مسكنات إنشائية” او ترف حديث بل علاج ناجع وناجح على المسؤولين والمعنيين والمواطنين ان يترجموه إلى واقع قائم على الأرض .
غضب الملك امس على الحكومة اقوى من كل الاحتجاجات ينطوي على رسائل عميقه وواضحة لا تحتاج إلى تفسير أو تأويل فهي تصب بالدرجة الأولى والأخيرة في مصلحة الوطن والمواطن ولا شيء غير ذلك.
الاردن يناديكم لا تتركوه بوجه كورونا أيها النشامى.