الشاشة الرئيسيةمقالات

الأم في عيدها والكورونا

بقلم الدكتور جميل الشقيرات

يرتدي شهر أذار من كل عام إكليلاً من مشاعر الامتنان والعرفان في يوم الأم، يتسابق الجميع بتقديم التهاني والتبريكات للأمهات، ويبدأ الجميع بغزل أجمل الكلمات والتعبيرات، وإطلاق أروع الفعاليات والمبادرات لتكريمها لما لا فهي أساس بناء الإنسان ونهضة الأوطان.
في هذا العام وقبله حلّت جائحة كورونا لتُنزل بالأرضِ البلاء وتُشغل البلاد والعباد، ويهيم الجميع على وجوههم بحثاً عن الخلاص، وتخوض الإنسانية جمعاء ثورتها للبقاء، ما بين عَزلٍ وحَجْرٍ وترقّب اللقاح، إلا الأم ظلت صامدة مرابطة في بيتها
صمام الأمان الأول لأبنائها، ودرعاً آمناً لأسرتها، أحالت بيتها قلعة منيعة ضد العدو الخفي الذي آثر أن يهاجم كوكبنا في شهر عيدها، فكانت اختصاصي المطهرات، وممرض الحجر الصحي، واستشاري الطبّ البديل لكل من ارتفعت حرارته أو أصابته أعراض الزائر الفيروسي العنيد، طبيبهم النفسي كلما أصابهم الضجر أو الأرق أو الاكتئاب، وبقيت الأم سيدة الإبداع والإنتاج والإخراج لأنشطة الأسرة من أكل وشرب وترفيه داخل البيت حتى لا يمل الصغار والكبار من التباعد والعزلة بفعل الجائحة.
حلت الجائحة، وأرغم الطلبة على استكمال التعليم عن بُعد، لتقوم الأم بدور المعلّم والموجه والمدير فتشرح الدروس وتتابع الاختبارات وتُبحر في نظم المعلومات والتكنولوجيا ومنصات التواصل زووم ودرسك وغيرها من المنصات حتى صدق القول بها *الأم مدرسة* …..
نعم لقد أبدعت الأم الاردنية وعلى الدوام في تنشئةالاجيال وفي تحصين الوطن من خلال التربية الصالحة لهم ، وفي الإيثار الذي لا حدود له في كل المواقع والأوقات… فالأم، ليست وطناً صغيراً كما يصفها الشعراء، وإنما هي الوطن الحقيقي، وسنده ومستقبله، ولها منا جميعاً كل الوفاء والحب والإجلال، ليس فقط في هذا اليوم الذي يحتفل فيه العالم بيومها بل في كل الأيام..
حفظ الله كل ام نشمية ربت وتعبت في تنشئة أجيال هذا الوطن وكل عام وأمي وامهاتكم بالف خير ورحم الله من توفى منهن….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى