الشاشة الرئيسيةمحليات

الأميرة ريم علي لطلبة معهد الإعلام الأردني: القصص الإنسانية هي التي تصنع التغيير

الغواص نيوز

اجتمع طلبة وخريجو معهد الإعلام الأردني اليوم مع العضو المؤسس للمعهد، سمو الأميرة ريم علي، في حوارٍ مميّز حول تحديات الصحافة اليوم، ومدى أهمية ما يدرسونه ضمن برنامج الماجستير في الارتقاء بمستوى الإعلام في الوطن العربي، وذلك في حلقة حوارية جاءت بعنوان “الصحافي في زمن الكل صحافي”.

وشاركت الأميرة طلبة المعهد وأعضاء الهيئة الإدارية والتدريسيّة تجربتها في العمل الصحفي وخبراتها التي اكتسبتها من حياتها المهنية، متجسّدة بحلمها الذي سعت إليه وهو تأسيس معهد الإعلام الأردني، الذي تهدف من خلاله إلى تطوير أداء العاملين في ميدان الصحافة والإعلام في الأردن والمنطقة العربية.

وتفاعل طلبة المعهد مع سموها من خلال طرحهم أسئلة أثبتوا من خلالها مدى اطلاعهم على الأحداث العالمية والمحلية، وقدرتهم على توظيف المهارات التي يتدربون عليها في طرح الأسئلة وصياغة الأخبار، وأظهرت لديهم الغنى المعرفي الذي يتمتعون به. وأدارت الحوار خرّيجة الدفعة الثامنة من المعهد ليلى بشار كلوب، وهي منتجة برامج وأخبار في عدد من القنوات المحلية والعالمية، وتعمل حاليًا صحفية في مكتب BBC عمان، كما عملت سابقاً صحفية في موقع “The Globe Post” الأمريكي.

“كُن إنسانيًّا”، واحدة من النصائح الرئيسة التي قدمتها سمو الأميرة لطلبتها، وبخاصّة وسط ضجيج الحروب حيث تبرز أهمية البعد الإنساني للقصة الصحفية، على حد قولها، إذ بيّنت سموّها أن العالم الذي يعيش فيه أطفالنا اليوم مبنيًا على الصورة، ومن المعروف في الإعلام أن الصورة تحكي قصصًا، وعلى الجميع أن يتعامل معها كنص مكتوب يوصل الرسالة بشكل شموليّ.

وأشارت إلى أن القصص الإنسانية هي التي تصنع التغيير وتلهم المتلقين للقيام بدور إنساني، وبالتالي التأثير بإيجابية على المجتمعات، وهي الحكمة الأبرز التي شاركتها مع الطلبة من تجربتها في العمل كمراسلة حربيّة ميدانيّة في بغداد مع قناة “سي إن إن” العالمية بين عامي 2001 و2004.

وقالت الأميرة إن الوباء الذي رمى بثقله على العالم أكد أهمية وجود صحفيّين متخصّصين في قطاع الصحة، كما في باقي القطاعات، حتى يتمكن الصحفي من إيصال المعلومة بدقة للمستهلك الذي قد يسيء فهمها ويضعها خارج السياق.

وتقول: “على الصحفي أن يتجنّب مشاركة رأيه على مواقع التواصل الاجتماعي لكي يحافظ على حياديّته، لأن المواطن يبحث عن الوقائع والحقائق وليس الآراء”.

وفي سؤالها عن أهمية الصحافة التقليدية أجابت الأميرة بأن المحتوى أهم من الوسيلة التي يمكن أن يصل بها، ولكن ذلك لا ينفي فكرة أن على الصحافة التقليدية أن تواكب التطور التكنولوجيّ في عالم الإعلام الرقمي، مؤكدة أهمية وجود إعلام عام مستقل عن الحكومات ويعمل بمهنية عالية.

ولأن على الصحافي أن ينقل الأخبار بدقة ويتقرب من الحقيقة أكثر، قالت سموّها إنه يجب على الصحافي أن يتحلى بالفضول والنزاهة والشجاعة والاهتمام بالشأن العام، وأن يكون حريصًا على أن يبحث ويسأل أكثر، وتقول: “تصنَّع التجاهل حتى تعرف أكثر”.

وأكدت سموها أهمية صحافة المواطن في العصر الحالي، باعتبار أنه ليس باستطاعة كافة المؤسسات الإعلامية أن تضع مراسلاً في كل مكان، وبالتالي يمكنها أن تلجأ إلى صحافة المواطن ومواقع التواصل الاجتماعي لتتمكن من الوصول إلى الأخبار وتدقيقها والتحري عن مدى صدقيتها.

وترى سموّها أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورًا مكملاً لدور الإعلام، ومنها تأتي أهمية نشر ثقافة التربية الإعلامية والمعلوماتية، وهو المشروع الذي يعمل عليه المعهد منذ سنوات، بالإضافة إلى تطوير المعرفة في مجال صحافة الموبايل وصحافة البيانات.

ولسمو الأميرة ريم علي مكانة بارزة على خريطة الإعلام العالميّ، إذ بدأت العمل مُنتجةً ومُعدّةً في محطة “سي إن إن” في عام 1998. وكان لها حضور لافت في عدد من وسائل الإعلام العريقة، مثل: بي بي سي، وتلفزيون دبي، وتلفزيون بلومبرج، وراديو مونت كارلو موين أورينت، بالإضافة إلى يونايتد برس إنترناشونال- يو بي آي.

وحصلت سموّها على جوائز عديدة لدورها المهمّ في الإعلام، نذكر منها جائزة “أفضل صحفيّة دوليّة”، والتي تُعدُّ واحدةً من أشهر الجوائز الصحفيّة في إيطاليا، ووسام جوقة الشرف الفرنسيّ من الحكومة الفرنسية، ووسام الأمير “هنري الملاح” في نيسان 2018 الذي منحها إياه الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا، وفي أيلول 2021 قرّرت مؤسسة آنا ليند الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات تعيين الأميرة ريم علي، مؤسس معهد الإعلام الأردني، رئيسًا للمؤسسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى