الشاشة الرئيسيةمقالات

اصحاب الشاحنات …مع مطالبكم ولسنا مع اضرابكم

الغواص نيوز
د.عبدالمهدي القطامين
حين يدب اصحاب الشاحنات اصواتهم بحثا عن تحسين حالهم التي امست بائسة في ظل تآكل الاجور جراء ارتفاع الوقود بصورة غير طبيعية فأننا نقف مع مطالبهم ونراها عادلة وقطاع النقل يعيل اكثر من ٢٠ الف عائلة اردنية ويوفر فرص عمل تزيد على ٣٠ الف فرصة عمل وهؤلاء من حقهم ان يعيشوا ضمن معدل دخل مقبول يوفر اساسيات الحياة .
وحين يدبون الصوت بحثا عن نقطة ضوء في نهاية النفق فنحن معهم وواجب على اصحاب القرار الاستماع الى مطالبهم وتوفير الممكن منها فقد توزعت دماء النقل بين وزارة وهيئة وتكاد تصيبنا الصدمة ونحن نرى ان وزارة النقل شهدت تقلب اكثر من تسع وزراء على مدى اعوام ثلاثة وهي حكاية تكاد لا تصدق ولا يمكن ان تكون سوية ولا يمكن ان تكون الوزارة قادرة على وضع وتطبيق استراتجية للنقل في ظل وجود خيال على كرسي الوزارة كل اربعة اشهر او خمسة اشهر ثم ان تداخلات عمل الهيئة والوزارة جعل الامر اكثر تعقيدا وسط قطاع نقل عام هو الاسوأ يكاد ان يكون في كل الأقليم .
اضراب الشاحنات يشكل ضربة موجعة لسلسلة النقل ومنظومتها كلها وهو ضربة موجعة لموانىءتتنافس مع غيرها من الموانىء في اقليم مضطرب وحائر والبقاء فيه للاقوى والاسرع مناولة والاكثر ذكاء ومكننة .
لسنا مع اعتصام او اضراب اي فئة عاملة في المجتمع ففي اقتصادنا ما يكفيه من اوجاع وبلاوي زرقا ولكن ايضا على مسؤولي الدولة في كل القطاعات ان يبادروا الى تحسس واستشعار اوجاع القطاعات كلها والخروج من التسكيت والتسكين المؤقت الى حلول ابتكارية قادرة على معالجة الوجع وتشخيص الداء وعلاجه بدلا من استخدام المورفين والكورتيزون الذي يؤدي الى التورم دون جدوى .
قطاع النقل برمته بات بائسا حزينا ويحتاج الى حلول بدلا من توهانه بين وزارة وهيئة باتتا عبئا على الدولة وتمنح كجوائز ترضية عند اي تشكيل وزاري .
الكي هو اخر الحلول والاضراب مثله تماما وكلاهما له ارتداداته المؤلمة فهل من خطوة باتجاه حلول وسطى فيها لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى