الشاشة الرئيسيةمحليات

ارتفاع قياسي بإصابات ووفيات كورونا مقابل تدن بأخذ اللقاح

في حين لا يزال الأردن دون وزير للصحة..

تتشابك أزمة كورونا في الأردن على عدة مستويات، فرغم الانتشار القياسي للإصابات والوفيات بفيروس كرورنا واستنزاف المستشفيات، يتخوف كثير من الأردنيين من أخذ اللقاح، كما لا تزال وزارة الصحة دون وزير منذ حادثة مستشفى السلط.

بين عشرات المرضى وأنابيب الأوكسجين وأجهزة إنعاش القلب، يمضي طبيب التخدير والعناية الحثيثة طارق عمرو ساعاته الطويلة، سواء في المستشفى الميداني أو مستشفى الأمير حمزة بعمّان، وسط إشغال قارب الـ 80% من أسرة العناية الحثيثة في مستشفيات إقليم الوسط، وإشغال 45% من أجهزة التنفس الاصطناعي.

وبينما يعمل الطبيب في الوضع الطبيعي بين 40 و48 ساعة في الأسبوع يعمل الطبيب عمرو من 60 إلى 70 ساعة أسبوعيا، بسبب اكتظاظ أقسام العناية الحثيثة بالمرضى، وقلة الكوادر الطبية المؤهلة للتعامل مع مرضى الكورونا، إضافة لإصابات عديدة بين الكوادر الطبية.

ووفق الطبيب عمرو فإن “مريض الكورونا ليس كغيره من المرضى، فهو بحاجة لعناية طبية فائقة أكثر من مرضى العناية المركزة الآخرين، وحالته الطبية ممكن أن تتغير خلال دقائق، وخاصة هبوط نسبة الأوكسجين”.

ووفق أطباء فإن مختص التخدير أو الصدرية يشرف على علاج ما بين 15و20 مصابا بالكورونا في غرف العناية الحثيثة والعزل بالمستشفى الميداني، في حين يشرف في الوضع الطبيعي على 2 أو 3 مرضى.

ويتزامن ذلك مع ذروة وبائية هي الأصعب التي يمر بها الأردن، بعدما سجل أكثر من 577 ألف إصابة، و6 آلاف و444 حالة وفاة، وتتخطى الإصابات المسجلة يوميا 9 آلاف إصابة، ويصل عدد الوفيات إلى 100 وفاة في بعض الأيام، ويرافق ذلك مشاكل في توفير كميات الأوكسجين الضرورية لعمل المستشفيات، في ظل حالة الاكتظاظ، وفق أطباء ومختصين.

ضغط كبير على قسم العزل في مستشفى البشير الحكومي

الوفيات من القطاع الطبي

حالة الطبيب عمرو مثالا لمئات الأطباء الأردنيين العاملين في مواجهة فيروس كورونا، فهنا طبيب صدرية يعمل 13 ساعة يوميا في علاج المرضى، وهناك طبيبة تترك زوجها وأطفالها لمواجهة الفيروس، ومعهم جيش من الممرضين والفنيين بمجالات التخدير والتنفسية، وكانت بينهما الطبيبة دعاء أبو جامع التي توفيت بعد إصابتها بالفيروس الأسبوع الماضي.

وبلغ عدد وفيات القطاع الطبي بسبب كورونا 65 حالة، منهم 41 طبيبا، و18 صيدلانيا، و6 ممرضين، وفقا للنقابات الصحية، وإضافة لعدد من المرضى من الكوادر الطبية يرقدون على أجهزة التنفس الاصطناعي وفي غرف العناية الحثيثة.

أسرّة للمرضى

شعبيا، يتحدث الأردنيون عن صعوبة الحصول على سرير لعلاج مرضاهم المصابين بكورونا، وهو ما يضعهم بين خيارين أحلاهما مرّ، فإما التوجه للقطاع الخاص ودفع مبالغ طائلة، أو تلقي المريض العلاج الضروري ذاتيا من خلال أجهزة الأوكسجين إن توفرت، كما ذكر متحدثين للجزيرة نت.

وعلى أبواب طوارئ مستشفى البشير شرق العاصمة عمّان، قال يونس الديراوي للجزيرة نت إن “مئات المرضى والمرافقين يتكدسون بانتظار أن يراهم الطبيب ليقدم لهم بعضا من العلاجات، ويختلط مرضى كورونا بمرضى الكلى والأمراض المزمنة والأطفال والنساء الحوامل”.

ووفق تقرير للمركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات صدر أو أمس الخميس، فإن المملكة شهدت خلال الأسبوعين الماضيين (12-26 مارس/آذار الحالي) استمرارا بالارتفاع في عدد الإصابات اليومية مقارنة مع عدد السكان بنسبة بلغت 48.5%، وهو رقم زاد على نسبة الإصابات في الأسبوعين اللذين سبقاهما، وسجل معدل نسبة الإيجابية في الفحوصات لذات الفترة 18%، وهو معدل مرتفع، أما الوفيات فشهدت ارتفاعا لذات الفترة بلغ 104%، وشكلت الفئة العمرية 55 سنة الأكثر بعدد الوفيات، وبنسبة 84% من إجمالي الوفيات، وزادت حالات الإدخال للمستشفيات بنسبة 41%.

تجمهر لمحتجين أمام مستشفى السلط بعد حادثة انقطاع الأوكسجين

خطورة فائقة

ورغم خطورة الوضع الصحي والوبائي بالمملكة، ونسب الإشغال العالية بالمستشفيات، يقابل ذلك نسب متدنية في الإقبال على أخذ اللقاحات المضادة للفيروس من قبل الأردنيين، ويرجع ذلك لجملة من الأسباب -وفق مختصين- أبرزها فقدان الثقة من الأردنيين في مؤسساتهم الرسمية، والتشكيك باللقاحات عبر الإشاعات المتداولة، كما أن البعض لا يزال يعيش حالة إنكار لوجود الفيروس، وتراخي الالتزام بإجراءات السلامة الوقائية.

ويقول وزير الدولة لشؤون الإعلام صخر دودين إن الحكومة ستقدم حزمة من الحوافز لمن يأخذ اللقاح بجرعتيه، مع الالتزام بإجراءات الوقاية الصحية، وذلك لتسريع خروج المملكة من هذه الأزمة الصحية، وعودة القطاعات الاقتصادية للعمل خلال الصيف القادم.

ويتابع حديثه للجزيرة نت أن الحكومة سمحت للقطاع الخاص باستيراد اللقاحات، وقد تلقى اللقاح حوالي 273 ألف شخص حتى الخميس الماضي، وتسعى الحكومة لتطعيم من 50 إلى 60 ألف شخص يوميا بعد توفير كميات مناسبة من اللقاحات، ويبلغ المسجلون حاليا على المنصة الإلكترونية أكثر من 780 ألف شخص.

وأمام تلك التعقيدات والواقع الصحي الصعب، ما زالت وزارة الصحة بلا وزير، ويتولى إدارة الشؤون الصحية وزير الداخلية المكلف مازن الفراية، وذلك بعدما قدم وزير الصحة السابق نذير عبيدات استقالته من الحكومة إثر حادثة انقطاع الأوكسجين في مستشفى السلط، وهو ما أدى لوفاة 7 مرضى.

إقبال الأردنيين على أخذ اللقاح لا يزال متدنيا بسبب الشائعات التي تحذر من خطورته

تفاعل على منصات التواصل

الناشط على فيسبوك محمد العودات حذر من الاستماع لمن يخوف الناس من أخذ اللقاح، فكتب على صفحته قائلا إن “الموت يخيم على سماء الأردن، والمقابر أصبحت مزارا يوميا يذهب إليه الكثير. من يحرض الناس ضد المطعوم مجرم قاتل، ومن يهون من شأن كورونا ويجعل الناس يستهترون بها مجرم قاتل، ومن ينقل العدوى وهو يعلم بإصابته فهو مجرم قاتل، لا تتسامحوا مع هؤلاء عاملوهم كأنهم أعداء”.

 

أما الناشط على فيسبوك محمد مروان حمزة فدعا على صفحته إلى مبادرة لتأمين الأوكسجين للمرضى المحتاجين وكتب إن “المجتمع الآن مطالب بالتحرك، سواء في ظل عجز حكومي أو ضعف إمكانات أو إهمال أو اتساع رقعة الجائحة، سمها ما شئت وصنف الحالة كما تريد، الآن مطلوب منا جميعا مد يد العون لأنفسنا، هذه مبادرة خالصة من شباب مخلصين متفانين”.

الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى