دولي

احتفاء بالغ باللغة العربية في يومها العالمي.. نشطاء يتساءلون عن سر استخفاف الجيل الجديد بها.. القرضاوي: الإسلام هو الذي خلّدها.. شيخ الأزهر: قضية هوية وبقاء.. درويش يذكّر بتجربة إسرائيل في إحياء “العبرية” بعد موتها وكيف أحيت اللغة أمة؟

القاهرة
أحيا عدد من محبي اللغة العربية اليوم العالمي لها- الذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام- وسط دعوات لاهتمام بها وتقديرها حق قدرها بعد أن أهملها أهلها واستخفوا بها.
الشيخ يوسف القرضاوي شارك في الاحتفال باليوم العالمي بتعليق قال فيه: “‏الإسلام هو الذي خلَّد اللغة العربية حينما نزل بها كتابه القرآن العظيم، وحدَّث بها رسوله الكريم، وهو الذي أخرجها من الجزيرة ونشرها في العالمين “.

قضية هوية وبقاء
من جهته وجه د.أحمد الطيب شيخ الأزهر تحية لكل أبٍ عربي وأمٍّ عربية، وكل معلم ومتخصصٍ في علوم اللغة العربية، وناشدهم جميعًا أن يحرسوا لغتهم العربية.
وتابع الطيب: “علينا -نحن العرب- أن نشعرَ بالفخار والعزَّة بهذه اللغة التي اصطفاها الله لتحملَ رسالته الأخيرة إلى الناس جميعًا، ولتكون سيدة لغات العالم قاطبةً”.
واختتم قائلا: “اعلموا أنَّ قضية اللغة العربية بالنِّسبة للعرب والمسلمين هي قضية هويَّة وبقاء.”

أسباب الاستخفاف باللغة العربية
في ذات السياق تساءل البعض عن ظاهرة استخفاف الجيل الجديد باللغة العربية، حيث وصف د.محمد يونس الحملاوي أمين عام جمعية تعليم العلوم ظاهرة الاستخفاف باللغة القومية بأنها شرخ فى الهوية مطالبا بتطبيق الدستور الذي يعظم من قدر اللغة العربية.

أسباب الاستخفاف
برأي د. صلاح فضل القائم بأعمال رئيس مجمع اللغة العربية فإن هناك سببين جوهريين لتلك الظاهرة المؤسفة :
الأول أن الشركات الكبرى والمؤسسات العالمية التي تعطي عائدا اقتصاديا عاليا تتعامل معظمها بالإنجليزية فيدرك الشاب منذ صغره أن مهاراته في العربية لن تؤهله بالقدر الكافي مستقبلا ليضمن عملا مربحا يضعه في موضع الرخاء الاقتصادي.
وعن السبب الثاني يقول فضل: “انتشر لدينا نوع من الوعي الزائف بأن إتقان اللغة الأجنبية يضع الإنسان في طبقة اجتماعية أرفع،فبات الناس يتكالبون على المدارس الأجنبية لظنهم أن هذا تميزا طبقيا.
ودعا فضل إلى تخفيف غلواء ارتفاع المكانة لمجرد إتقان اللغة الأجنبية مع إهمال العربية.

اللغة العبرية
من جهته ذكّر الناقد الكبير د. أحمد درويش بتجربة إسرائيل في إحياء لغتها العبرية من مرقدها.
وأضاف درويش أن العربية لم تمت موتا كاملا كما حدث مع العبرية من قبل.
وتابع قائلا: “اللغة العبرية ماتت من قبل تقريبا ولم يبق منها سوى العبارات الدينية وأصبح اليهود في الشتات العالمي يتحدثون لغات الدول التي ينتمون إليها ،ولكنهم أدركوا أن اللغة عنصر أساسي في قيام الأمة ،لذلك عندما فكر اليهود أن يكون لهم وطن ،وأن يكونوا أمة، أطلق أحد فلاسفتهم (أليعازر بن يهودا) عبارة مشهورة: لا حياة لأمة بدون لغة ،وقرر -فلسفيا – أن يبدأ باللغة الميتة لكي يوجد الأمة ، وقال له الناس: أنت مجنون.. كيف توجد لغة ميتة ؟
قال: سأوجدها ،دعونا نبدأ بخطط علمية طموحة صبورة طويلة الأجل، كان هذا في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر 1982.. وقرر بن يهودا أن يرحل إلى فلسطين وقتها ،وأقام مستعمرة صغيرة ينضم إليها من يشاء لا تتحدث إلا بالعبرية البحتة ،وانضم إليه أنصاره ،وكونوا مستعمرات صغيرة ،وأنشأوا مدرسة صغيرة باللغة العبرية ،وصحيفة حائط بالعبرية، وصحيفة مكتوبة بالعبرية. “.
وتابع درويش: “اليوم وبعد مرور قرن وأربعين عاما من هذه الدعوة، لا يوجد فرع من فروع المعرفة في الوطن اليهودي إلا وهو يتحدث بالعبرية علميا ..في الطب والهندسة والفضاء والإعلام والتواصل، وأحيت اللغةُ أمةً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى