منوعات

أيادٍ آثمة تغتال نسرا نادراً في الأردن

في جولة يومية روتينية خرج فريق التفتيش في محمية برقع التابعة للجمعية الملكية لحماية الطبيعية، ليجدوا نسراً اسود عملاقاً، يعرج ويشق طريقه هرباً من البشر على أقدامه بعد أن خذلته اجنحته. عثر الفريق على النسر النادر بالقرب من الحد السوري العراقي في منطقة الركبان، وخلال محاولاته البائسة للطيران، تبين للمفتشين من النظرة الأولى وجود خلل في الجناح، ليقوم الفريق المدرب في تثبيت الجناح وإرسال الطائر مباشرة إلى مركز الجمعية الملكية لحماية الطبيعة.

واجتمع فريق من المختصين في الجمعية بانتظار وصول النسر الجريح، فيما قطع المفتشون قرابة 500 كيلومتر ليصلوا بالنسر الضخم إلى المركز بعمان، وتفقد الفريق المختص الجناح ليتبين لهم وجود الخلل في الجناح، وقام الفريق بتخدير النسر لتصوير الجناح بالأشعة السينية، وهنا حدث ما كان يخشى الجميع حدوثه، كانت النتيجة عظما متهتكا مليئا بطلقات الخرطوش التي مزقت العضلات والعظم، وكشفت العظم خارج الجسم، مما عرض العظم للتلف الكامل، الذي لا يرجى شفاؤه. يقول الفريق، انه ومع تعرض العظم للتلف التام، تم إصابة النسر بيـرقات الخنافس، الت? تأكل اللحم «العضلات»، التي نخرت في جناح النسر عميقا للأسفل، نحو الكوع المخلوع أيضا الذي لا يمكن معه الطيران حتى لو كان الكسر قابلاً للتعافي.

وفي ظل صعوبة الحالة ومحدودية الخيارات كان لا بد لهذا الجناح المتهالك من البتر، ولكن النسر لم يترك لاحد فرصة في علاجه أو إعادة تأهيله، لانه فارق الحياة.

للنسر الأسود، المهدد بالانقراض والمحمي بموجب القوانين الدولية والمحلية، أهمية قصوى للنظام البيئي، حيث يخلص الأرض من جثث الحيوانات والجيف التي يسهم وجودها بانتقال الأمراض.

ولا يدري أحد اين أصيب النسر، وكم من المسافة قطع وهو يسير محاولا الهرب من قدره إلى قدره، وعوضاً عن التحليق عالياً في سماء الصحراء الشرقية هرول النسر الجريح على الأرض في وطن عرف عن أهله الكرم مع كل من لجأوا إليه من بشر او حيوانات.

رحل النسر الأسود، الذي يعتبر من أندر النسور التي تعيش في الأردن، بعد أن لجأ لسمائها طالبا الحرية، لتغتاله يد آثمة من أجل لحظة من المتعة. (الراي)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى