الشاشة الرئيسيةمقالات

وشهد شاهد

الصحفي الدكتور عبدالمهدي القطامين
حديث رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ” الفيفا ” جياني إنفانتينو كان صريحا وواضحا وشفافا وهو يتحدث عن عقدة الغرب المستديمة تجاه العرب وتلك الصورة النمطية التي عشعشت في العقل الغربي بفعل ماكينة الاعلام الذي نعرف كلنا انه اما اعلام صهيوني او اعلام متصهين من ابناء جلدتنا .
إنفانتينو قال ان الغرب استمر في الكذب والنفاق على الشعوب العربية ثلاثة الاف عام ودعا الى الاعتذار عن كل ذلك الكذب والنفاق مدة ثلاثة الاف عام قادمة .
حديث رئيس الفيفا جاء اثناء افتتاحه الاحتفال باعلان مونديال قطر لكاس العالم ٢٠٢٢ وكان الرجل صادقا مع نفسه متحررا من عقدة العقل الغربي التي تتظر الينا على اننا عبء على العالم واننا لا نصلح لاي شيء واننا نهدر حقوق الانسان في كل زمان ومكان.
وحين عرج على طفولته استذكر ما كان يلاقيه والداه من عناء العمل وظروفه السيئة مستغربا من نفاق الغرب الذي لم يلتفت الى ما يعانيه المهاجرون في بلادهم الذين يعملون بلا ادنى حقوق وقبل ان يوجه الغرب انتقااتهم لقطر عليه ان يلتفت الى شركاته التي تعمل في قطر وتجبي مليارات هل التفتت الى واقع عمالها الذين يغملون لديها وهل يهمهم ذلك بصراحة الفيفا يهمها ذلك وقطر ايضا يهمها ذلك .
إنفانتينو وضع النقاط على الحروف ونطق ما صمت عنه الكثيرون واظن ما قاله رئيس الفيفا قطع قول كل خطيب .
المشكلة ليست في الغرب وحده المشكلة فينا نحن ايضا فقد بتنا نصدق كل ما يقوله الغرب في متلازمة نقص حادة لم تستقرأ تاريخنا وحضارتنا وساهم في تغذية مثل هذا الشعور معاناة حقيقية يجدها الانسان العربي في مواطنه فرسم في مخيلته صورة الغرب الذهبي الذي يرعى حقوق الانسان وفي غمرة ذلك الاعجاب غاب تماما عن اعيننا ملايين البشر هناك الذين يبيتون بلا مأوى تحتضنهم الشوارع والحر والقر في دول تدعي انها تحمل رسالة انسانية كبرى تقاتل من اجلها .
ازدواجية المعايير في المجتمع الغربي واضحة لا لبس فيها ومع الاسف ان لدينا من يصدق اننا امة قاصرة متناسين ان اول شريعة حفظت للانسان الكرامة والحرية والعدالة لم تكون العهود والمواثيق الدولية الطارئة التي انتجها قادة مجتمع الغرب بل كانت تلك التي اوجدها الاسلام وعززتها الخلافة الاسلامية ولعل مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه اول ممارسة حقيقية للفعل الحضاري الانساني الذي حفظ حقوف الفرد في المجتمع حين قال ” اضرب ابن الاكرمين ثم اردف ….. متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم امهاتهم احرارا” .
التباكي الغربي على العمالة في قطر كان اول السهام التي وجهت اليها وغاب عن بال المتباكين ان حال العمالة في قطر افضل بكثير من حال العمالة في اوروبا المهددة في كل لحظة بالتسفير من جنة الغرب التي لم يروا منها سوى لفظها في حين غابت امانيهم واحلامهم هناك في بلاد الارصفة الباردة التي ابدا لا ولم تحن يوما على غريب او مهاجر .
وحين يتم التلويح بحقوق ما يعرف باسم مجتمع الميم او الشواذ وحريتهم في ممارسة طقوسهم فتلك وايم الحق من الكبائر التي تعاكس طبيعة البشر والانسان والتي تخالف مبادىء البشرية والانسانية وحين تحاربها قطر ويحاربها الناس ايضا فذلك نابع من محاولة المحافظة على كرامة البشر الذين مهتمهم اساسا اعمار الارض وليس تدميرها ببدع وجنوح وانحراف يميل الى البهيمية التي تعصف بكل مفردات الاخلاق والسلوكيات الانسانية السوية والفطرة التي فطر عليها الانسان منذ بدء الخلق .
لقد انحزنا وما زلنا ننحاز الى قطر في مواجهتها للحملات الظالمة التي ارادت ان تفت من عضدها وهي تقوم بمهمة حضارية انسانية كبرى ممثلة بكأس العالم وقد بهرنا تماما من حجم هذا التنظيم الراقي الذي اعاد الاعتبار للامة على انها قادرة على العطاء والبناء وانها ما زالت واقفة تقدم وتنهض رغم كل ما القي عليها من حمم الغضب عبر مسيرتها الطويلة في العصر الحديث .
شكرا قطر …شكرا لكل من ما زال يؤمن ان الامة لم تمت وانها قادرة على النهوض والصمود والبناء والتحدي ايضا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى