الشاشة الرئيسيةمقالات

وادي عربة وبوصلة التنمية المفقودة إلى متى.؟

احمد الاحيوات رئيس بلدية قطر ورحمه

العقبة-الغواص نيوز

لا يختلف اثنان على ان وادي عربه كنز سياحي زراعي بيئي لكن هذه الجوهرة الثلاثية ما زالت مدفونة في رمال الوادي لم تصلها سهام التنمية ولا قلم المخطط ولا عين المسؤول إلا ما كان عابرا مع هواء الوادي ورماله المتحركة .

في وادي عربه زرع الناس كما هو نخيل الوادي وزرع الفقر والعوز معهم ايضا إلى يومنا هذا.

في وادي نرى إن أخطر مسببات حالة الفشل التنموي التي نعيشها تتمثل في غياب ما نسميه بالبوصلة التنموية التي تدلنا على أقصر وأفضل الطرق للتعامل مع ملفات التنمية الشائكة مثل الفقر والبطالة ونقص الخدمات والأراضي وتعثر المزارعين والاستثمار وغيرها، كما ويحتاج تحقيق أهداف التنمية المستدامة إلى نظام متسق يضم السياسات والبرامج الاقتصادية والاجتماعية في خطة شاملة للتنمية والتي للأسف مازالت مفقودة للمنطقة رغم المطالب المتكررة بتطويرها ، حيث تضمن هذه الخطة توظيف الموارد الطبيعية ورأس المال البشري بطريقة اقتصادية لتحقيق نمو اقتصادي واجتماعي يهدف إلى الارتقاء بنوعية الحياة للمواطنين مع الحفاظ على نوعية البيئة ومصادرها الطبيعية للأجيال الحالية والقادمة.

إن عنوان أزمة وادي عربة والخلل الحقيقي فيها يكمن في نهج وسياسات الإدارة ومنهجية العمل البعيد عن الواقع, ما أدى إلى تعدد الأزمات وتراكمها ، فالفقر ظاهرة معقدة وحقيقة راسخة ومستشرية ، وعلى أية حال فإن الفقر ليس من صنع الفقراء, لكنه نتيجة لحالات فشل هيكلية ونظم وخطط إقتصادية وإجتماعية عديمة الجدوى وضحالة القدرة على رسم السياسات العامة لتطوير وادي عربة وفشل إدارة التطوير والدليل على ذلك ازدياد نسب الفقر والبطالة.

لذلك, فقد أصاب المنطقة الوهن والضياع, وتم تهميش المواطنين وهضم حقوقهم وتجاهل مطالب المواطنين المشروعة والإستخفاف بها, وعدم احترام إرادتهم وطموحهم, وعدم توفر إرادة حقيقية ونية صادقة للتنمية, فانعدمت الثقة .

والسؤال هنا متى ستصبح لدينا بوصلة واحدة وثابتة للتنمية الحقيقية في وادي عربة تستغل مواردنا التي نراها يوميا ولا نستفيد منها شيئا لنخرج من هذا الإحباط والغضب والتخبط والعبث في التماسك والنسيج المجتمعي.؟

نعم نحتاج إلى بوصلة تنموية إقتصادية وإجتماعية قائمة على إتاحة الفرص للجميع ، لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وتخفيض نسب البطالة والفقر المتجذرين فينا.

مازلنا نقرع الأبواب وندعو المسؤولين ووسائل الإعلام لزيارة المنطقة والاطلاع على الواقع وإنصاف أهلها .

نقول هذا لانه من المبادئ الأساسية في العمل التنموي أن التنمية البشرية هي أساس التنمية الشاملة المستدامة كون الإنسان هو المستهدف من عمليات التنمية وهو أيضا المحرك الحقيقي للعمل التنموي الشامل الهادف إلى تحسين حياة الناس وتطوير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

وأن نقص الموارد المالية ليس هو المشكلة الرئيسة في تنمية وادي عربه لكنه غياب البوصلة والرؤية التنموية وعدم وجود الإدارة و الكوادر المؤهلة للعمل التنموي هو التحدي الحقيقي الذي يجب التعامل معه وللحديث بقية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى