الشاشة الرئيسيةدولي

هل “نضج نتنياهو” كما طلب منه العاهل الأردني؟.. رسالتان مُهمّتان في الإيحاء من الأردن لإسرائيل: “سنُرهِقَكُم في المحافل الدولية” ومجلس الأمن البداية فقط ولدينا أيضًا نُسخ مُتشدّدة تُشبه بن غفير في عمّان

الغواص نيوز

تقصّدت المؤسّسة الأردنية خلال اليومين الماضيين اللذين أعقبا حادثة تسلّل وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى المسجد الاقصى إظهار رسالتين عن بعد على أمل أن ينتبه بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الحكومة اليمينية الفاشية الإسرائيلية المتطرفة أو حتى يرتدع أو على الأقل ينضج تجاوبا مع تفاعل الرسالة العلنية التي أسس لها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في مقابلة شهيرة كانت مبرمجة ومقصودة مع محطة “سي إن إن” الأمريكية.
في رسالته الأولى يلفت الأردن النظر إلى أنه يمكن أن يتحوّل فجأةً إلى ماكينة دبلوماسية فعّالة تنضم إلى الفلسطينيين في المحافل الدولية وتُرهق إسرائيل لا بل تُزعجها وتُقلقها.
وهو ما حصل عندما ظهر مندوب الأردن الدائم في الأمم المتحدة أمام المايكروفون برفقة زميله الفلسطيني رياض منصور في إطار معركة دبلوماسية في أقنية الإمم المتحدة نتج عنها الإصرار على عقد جلسة لمجلس الأمن أغضبت حكومة الإسرائيليين.
لكن الأهم أردنيا في تلك الجلسة أن عمان تقصّدت أن ينتبه نتنياهو إلى أن لديها أوراقا دبلوماسية دولية بالجُملة تستطيع تحويلها إلى محفّزات تطعن الإسرائيليين في مواجع دبلوماسية دولية.

وأهم ما في تلك الرسالة عمليا أنها يمكن أن تمهد لانضمام الاردن الى الجهود التي تسعى كما ذكرت “رأي اليوم” في تقرير سابق إلى دعم وإسناد محاكمة اسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية أو دعم وإسناد ملفات للتحقيق في محكمة العدل الدولية وتعليمات السلطات الأردنية للسفراء في الخارج واضحة الملامح في هذا الاتجاه.
وفي الرسالة الثانية إطلاق محسوب بدقّة لبعض ممثلي الشارع والبرلمان الأردني في عدّة بيانات ومواقف ومداخلات تبدو متطرفة ومتشددة أيضا قياسا في المألوف عن الاعتدال المزاجي السياسي الأردني.
لا بل مداخلات لبعض النواب الأردنيين تستخدم تعبيرات لم تستخدم منذ توقيع اتفاقية وادي عربة من بينها الدعوة باسم ممثلي القبائل والعشائر الأردنية تحت قبّة البرلمان إلى فتح الحدود مع العدو.
وهي دعوة تبنّاها النائب ناجح العدوان وتحت قبة البرلمان قال النائب الإسلامي ينال فريحات إن الإسرائيلي سيُواجه الرصاص الأردني وليس الكلام فقط.
وبدت المداخلة للنائب المخضرم خليل عطية هي الأقوى تقريبا في اظهار تشدد ووضوح ليس عبر الدعوة للجهاد والانضمام إلى المقاومة وفتح الحدود تماما لمناصرة الشعب الفلسطيني وتحرير المسجد الاقصى ولكن عبر استخدام تعبيرات تنتمي عمليا إلى ميكانيزمات الحرب الدينية التي لها الموتورون في الجانب الإسرائيلي.
وتلك جرعات يفترض أنها تحت السيطرة بالنسبة للمشهد السياسي الأردني لكن الأهم أن في تلك المداخلات إيحاءات ضمنية باتجاهين الاتجاه الأول هو لفت النظر لما يمكن أن يكون عليه المشهد الداخلي الأردني عمليا إذا ما طوّر اليمين الإسرائيلي من تحرّشاته واستفزازاته.
والاتجاه الثاني هو تأطير التحذير المتكرر للملك عبد الله الثاني بأن اليمين الإسرائيلي يجر المنطقة إلى حرب دينية وعقائدية إذا لم يُلجم.
وبالتالي تظهر تعبيرات دينية وتراثية عند ممثلي المكونات الاجتماعية في البرلمان الاردني ويوحي الأردن ضمنا بأن التشدّد الاسرائيلي خصوصا في ملف المسجد الاقصى سيعقبه بالنتيجة تشدد في الداخل الأردني من الطراز الذي يساند الشعب الفلسطيني ويخدم فصائل المقاومة ويسمح للمقاومة ممثلة بحركتي حماس والجهاد الإسلامي في إيجاد موطئ قدم لها في البنى الاجتماعية في الضفة الشرقية أيضا ولأول مرة بما في ذلك أوساط أبناء العشائر والمكونات الاجتماعية.
والمعنى هنا في الرسالة الايحائية المثيرة أن تطرّف الجار الإسرائيلي قد يسمح للمتشددين في المسالة الإسرائيلية وفي مسألة التطبيع بأخذ مكانهم الطبيعي في ظل التطرّف في الحالة الداخلية الأردنية.
راي اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى