منوعات

هل تدخّل الرئيس التركي في هِندام ضيفه العِراقي؟

يبدو أنّ الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، مُعجبٌ بالفِعل بأيّام السلاطين العثمانيّة، فالرّجل يُعيد بعض المشاهد من ذاكرة السلطنة، حيث كان السلطان العثماني، يفرض نفسه، وقواعده على ضُيوفه، فحتى الهدايا الواصلة له، كان يجب أن تكون ذاتها قطعتين، حتى تتناسب مع طِراز قصره وأثاثه، وهي واقعة مُسجّلة عند الكثير من المُؤرّخين.

 

الرئيس أردوغان، أو السلطان كما يصفه خُصومه، لم يكد ينتهي من أزمةٍ دبلوماسيّةٍ مع طِهران، على خلفيّة أبيات شعريّة تتعلّق بانفِصال أذربيجان الإيرانيّة ألقاها خلال حُضوره عرضاً عسكريّاً هُناك، بعد دعمه للأذريين، ضدّ أرمينيا عسكريّاً، حتى أثار الرئيس التركي، جدلاً مِنصّاتيّاً مع العِراقيين، وتحديدًا فِعتله غير المسبوقة مع رئيس وزراء العِراق، وما يُمثّله ذلك البلد من حضارةٍ، وتاريخ، وقوّةٍ عسكريّةٍ في الماضي.

وظهر الرئيس أردوغان، الذي بدا أنه يتعمّد اختيار تصرّفاته المُثيرة للجدل، وهو يقوم بتعديل قميص رئيس وزراء العِراق مصطفى الكاظمي، وخلال زيارة الأخير لأنقرة، التي بدأت أمس الخميس.

 

وما إن وصل الكاظمي، الذي كان في استقباله أردوغان، ونزل من السيّارة، وتبادل المسؤولان التحيّة، حتى مدّ أردوغان يده على ياقة الكاظمي، وقام بشكلٍ لافتٍ بتعديلها، ونادرًا ما يقوم المُضيف، بتعديل ملابس الضّيف، وهو ما اعتبره مُعلّقون كسرًا للبروتوكول الرئاسي.

وانشغلت المِنصّات بفِعلَة أردوغان، وتباينت التفسيرات، حول مقصد الفِعلة، وإن كانت عفويّةً، أو مقصودة، لإيصال رسائل سياسيّة تقول إنّ أنقرة، تضع يدها على العِراق، وياقة رئيس وزرائه، والذي يتأرجح “ضعيفاً” بين النّفوذ الإيراني، والأمريكي في بلده، الذي كان يوماً ما، محكوماً بقبضة حديديّة من الرئيس الراحل صدام حسين، والذي لو كان كما استحضره النشطاء في ذلك المشهد، لما تجرّأ أردوغان على فِعلَته تلك بحسبهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى