الشاشة الرئيسيةمقالات

هل إستحداث تخصصات جديدة في جامعاتنا طريق لإصلاح التعليم العالي؟

الغواص نيوز
د.جميل شقيرات

أقر مجلس التعليم العالي مشكوراً استحداث تخصصات جديدة في عدد من الجامعات الحكومية والخاصة بعضها نتيجة مطالب نيابية وبعضها لرغبة الجامعات لإستقطاب إعداد من الطلبة لحل مشاكلها المالية وعدد قليل جاء لحاجة الجامعة لمثل هذة التخصصات بناءٍ على دراسات علمية.
حقيقة لا يهمنا إستحداث تخصصات بمسميات جاذبة أو إرضاء لجهة أو أشخاص لكن ما يهمنا هل هذة التخصصات المستحدثة:
* ستتيح فرص وظيفية ذهبية لخريجيها؟
* ستحد من نسب البطالة بين خريجي الجامعات؟
* ستلبي متطلبات سوق العمل؟
أعتقد أن بعض هذة التخصصات المستحدثة ستزيد نسبة البطالة وستؤثر على جودة التعليم ومخرجاتة ولنا تجارب كثيرة في تخصصات اندفع لها الطلبة في بداية استحداثها لكنهم اليوم وافقون على رصيف البطالة.
إستوقفني إستحداث تخصص الإعلام الرقمي في بعض الجامعات أو ما يسمى بالإعلام الجديد ونحن نعلم جيداً انه نتيجة لثورة الاتصالات والتدفق المعلوماتي إضطر كل شخص الى امتلاك مهارة التعامل مع كافة وسائل الاتصال وأصبحت متاحة له بالدخول إليها واستخدامها وظهر عندنا مفهوم إعلامي جديد وهو المواطن الاعلامي/المواطن الصحفي.
وهنا أسأل..ما هي فرصة عمل من يحصل على بكالوريوس في الإعلام الرقمي ما دام كل المجتمع وافرادة يستطيعون التفاعل من خلال تلفون ذكي في نقل الأخبار لحظة بلحظة ويمتلكون مهارات التصوير وإنتاج المحتويات والتقارير الاخبارية؟
لا اقلل من اهمية الإعلام الرقمي وإيجابياتة، لكنني اقول بأن له سلبيات كثيرة مقابل الإعلام التقليدي حيث ان اغلب مصادرة غير موثوقة وانه مرتعاً خصباٍ للإشاعات وإثارة الجماهير وقد يكون سبباً في المساس ببعض القيم الدينية والاجتماعية من خلال ما يطلقون على أنفسهم إعلاميون رقميون
تمنيت على وزارة التعليم العالي ان تقرر أن يكون الإعلام الرقمي بجانب التربية الإعلامية مساقاً اجبارياً لجميع طلبة الجامعات إسوة بمساق التربية الوطنية لأنني اعتقد بأن خريجي مثل هذا التخصصات لن يجدوا عملاً مستقبلاً لأنهم سيكتشفوا ان كل المجتمع وافرادة إعلاميون رقميون ينتسبون لنقابة واحدة أعضاءها يزيد عن عشرة ملايين شخص.
نحن بحاجة إلى بناء هذا الجيل المعلوماتي بثقافة إيجابية وتمكينه من التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي من منظور المواطنة الرقمية الإيجابية ولسنا بحاجة إلى بهرجة ومدح وتصفيق لا ينفع أبناءنا ولا يبني مجتمعنا ولا يصلح تعليمنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى