مقالات

مصنع سدني في العقبة مثال تدمير بيئة الاستثمار بانفلات الإعلام

 

كتب عمر الصمادي .

من الغباء والعقم الإداري الفظيع، ان نسمع ونقرأ ونرى هذا الهجوم الأرعن، من البعض على بيئة الأعمال والاستثمار في مشروع منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وبذات الوقت نبقى كمسؤولين مكتوفي العايدي ونتفرج ونشاهد بأم أعيننا، هذا التدمير بطريقة غبية بفعل وسائل إعلام منفلتة مرهونة للغباء أو للدينار والدولار، أو لشخص يتوسد فرشته ويعج نفسا من الدخان أو يكرع شفطة من كأس سم داهق أو قد تكون المخدرات تجري في عروقة، ليعتلي منصات التواصل الاجتماعي فراح يهرف بما لا يعرف ويطلق الرصاص الحي هنا وهناك، فيقتل كل من كان في المسار .
ما هذا الانفلات غير معقول والغباء الزائد حده ؟ وما هذا الهدوء والضعف في الرد الحازم الحاسم؟ عندما يتعلق الأمر ببيئة الأعمال والاستثمار وسمعة الوطن، وفي الجهود المضنية التي بذات على مدى سنوات وسنوات من اجل إقناع مستثمر بالقدوم إلى العقبة الخاصة، وهي منجزات كبيرة تحتاج إلى يد حازمة صارمة بتارة.

هل يجوز ترك عقال البعض منفلتا للحديث (كائنا من كان) بغير علم ولا مصداقية وتناقل أخبار وسقطات لوسائل أعلام يفترض أنها مهنية تحترم متابعيها وتقدم لهم الحقيقة كما هي؟ .
قسما بالا مصلحة لي مع (سدني) ولا مع غيرها لكني كنت أول من استقبلهم للمرة الأولى في العقبة وتابعت معهم قيام الأعمال وغيرهم من المستثمرين … ولهذا فان الهجوم عليهم من بعض الأقلام أما المأجورة أو المغمورة أو الغبية بدون علم بماهية القصة هو بمثابة الجريمة الاقتصادية وهي جريمة امن وطني بامتياز .
هل تعلم يا جاهل بان الأخبار تصل إلى كل الدنيا بلمح البصر؟ أو تعلم ان الأخبار مرصودة ؟ أوتعلم بان كلامك يمكن ان تنشره محطة فضائية حاقدة على الوطن؟ وهل تعلم أيها الغبي انك تقتل استثمار بالملايين ما جاء إلى بلدك بسهولة، وهل تعلم ان عشرات الدول تتمنى ان ينتقل الهيا وجاهزة لتتلقفه فورا ؟؟؟
اعرفوا قدرات بلدكم واعلموا ماذا يواجه بالإضافة إلى جائحة كورونا، احبوا وطنكم بالفعل لا بقول والشعارات الفارغة ؟ فعندما تكتب حرفا اسأل نفسك ( هل ما سأكتبه سيؤذي وطني ؟) حتى لو كنت تقصد إيذاء شخص ما فعليك ان تحسب الف حساب فالفاسد ان سقط وسقط معه مليون فاسد لا يساوي شيئا أمام سقوط وكن.
ما كتبه البعض عن قصة مصنع سدني وإصابات العمال بفيروس كورونا وصل إلى حد الاستعانة بفيديو وصور لمصنع مشابهة وبثه على أساس انه من مصنع سدني ، وهذا هو الكذب والتدليس والإجرام والتلفيق بحق المنشأة الاقتصادية حيث نعلم جميعا بانه لو وصل هذا الأمر إلى المشترين منها ماذا سيحصل والعالم كله يرتجف من كورونا.

اتقوا الله فقد ارتكبتم إثما كبيرا بحق أنفسكم وبحق وطنكم وبحق مستثمر أحبكم ووفر فرص عمل لابناءكم وبناتكم، وقدم الكثير ووقف مع الوطن عندما احتاج إلى الكمامات رغم انه لا يصنعها ولا يعمل بها، وفرخ خط انتتاج وحوله لإنتاج الكمامات على عجل، وبقي يصنعها ( وهي ليست من اختصاصه) حتى تمكنت الدولة من توفير بدائل تغطي احتياجات الشعب من الكمامات.
هذا المصنع شق الطريق الصعب في البناء وتوسعة الاستثمار، وقطع فيها شوطا كبيرا وسبق مؤسسات وشركات أردنية مرموقة، فواصل دوره ومسؤوليته المجتمعية إلى قرى العقبة وهي المناطق الأكثر احتياجا من القصبة، والتي لم تصلها بشكل كبير تلك الوقفات الإنسانية لشركات ومستثمرين كبار، وأبناء تلك المناطق يشهدون لمصنع سدني وما قدمه لهم… هذا المصنع وفر فرص تدريب مدفوعة الأجر لأبنائكم وبناتكم تنتهي بالتشغيل لكنهم في الغالب فشلوا في استثمار الفرصة رغم انهم لا يمتلكون أية مؤهلات حتى ان بعضا منهم لا يقرأ ويكتب ولا يمتلك مهنة.
ختاما على الدولة ان تفعل قانون الجرائم الإلكترونية وتصنف أي معلومة غير صحيحة تتعلق ببيئة الاستثمار كجريمة امن وطني ومحاكمتها في محكمة امن الدولة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى