الشاشة الرئيسيةمقالات

مسلسل المشراف وتشويه التاريخ

الغواص نيوز
د.عبدالمهدي القطامين

بقلم عاكف الجلاد
المشراف مسلسل أردني يعرض على الشاشة الأردنية ، إنتظرناه كثيراً ، لكنه للأسف جاء مخيباً للآمال ، بل عمل على تشويه تاريخ وواقع الأردن والأردنيين ولهجاتهم وعاداتهم وتقاليدهم ولباسهم ، وتشويه لصورة الجيش الأردني الذي كسر أسطورة الجيش الصهيوني ، وصورة معركة الكرامة الخالدة وقادتها الأحرار وشهدائها الأبطال والذي بلغ تعدادهم 86 شهيداً خلال 16 ساعة فقط .

لا أعرف أين دور الإعلام العسكري وإشرافه على تمثيل المعركة وقادتها بصورة تحاكي الواقع ؟
وأين المستشارين لطريقة عيش الأردنيين ولهجاتهم ولباسهم ومساكنهم ؟.
وأين دور المخرج والمؤلف والممثلين ؟

مسلسل هزيل جداً ، إنتاجاً وإخراجاً وتمثيلاً وإمكانيات ، وكان هذا المسلسل أدنى كثيراً مما إنتظره الشعب الأردني ، والذي كان من المفترض به أنه يؤرخ لمرحلة صعبة وحساسة من التاريخ الأردني ، لكنه جاء أدنى من الطموح.

ولن أدخل بالتفاصيل والأخطاء الكثيرة جداً والتي لاحظتها كمشاهد ، لكن هذه بعضها :

من الأخطاء الفادحة تواجد القائد العسكري الأردني بلباسه الدركي وربطة العنق والشماغ المهدب ويدير المعركة من مكتبه !!
ولماذا لم يظهر بالفوتيك وسيور الكتان ولباس المعركة كاملاً مع هيئة الأمر وبالميدان أو على الطاولة الرملية وغرفة العمليات ، علماً بان رتبته حينها كانت عقيد وليس لواء !! وهو “المرحوم الفريق الركن مشهور الجازي”.

كذلك لم يظهر دور المشاة والقتال بالسلاح الأبيض ولا دور المدفعية والدبابات وسلاح الجو !!؟ وهزيمة الجيش الاسرائيلي وهروبهم من أرض المعركة .

ولم يظهر دور اهالي قرية عيرا ويرقا من عشائر العبابيد الأبطال ونقلهم للقذائف على الدواب ، ونقلهم السمن البلدي لتشحيم المدافع بعد انقطاع خطوط الإمداد ؟.

ولم تظهر عملية نقل الجرحى من قبل الخدمات الطبية بل كانت من أسوأ المشاهد وهم متناثرين ولا أحد قريب منهم !.

كذلك عدم ظهور حالة العشائر الاردنية والغليان الشعبي اثناء المعركة ، بل كان يتم بث أغنية “لوحي بطرف المنديل” بدل “مرحى لمدرعاتنا” !!!

وقمة الإبداع عندما كان الملازم خضر شكري يعقوب ” رحمه الله” يطلب تفجير موقعه من اجل إصابة وقتل وتدمير اكبر عدد من الصهاينه ودباباتهم ، إلا ان مخرج المسلسل فجره هو لوحده .

ثم ان الإسرائيلي بن غوريون مات عام 1973 مما يعني انه كان حياً وقت المعركة ، وليس كما ذكر المسلسل انه ميت وسيفرح في قبره كما جاء على لسان جولدا مائير .

هذه المعركة وهذا التاريخ المشرف لو كان في دولة أخرى تحترم تاريخها وأبطالها لتم تصويره وإنتاجه بطريقة هوليوودية كالأفلام الأمريكية أو حتى المصرية.
ولا أعرف لماذا لم يستعينوا بالأرشيف والتصوير الحقيقي للمعركة والموجود لدى الإعلام العسكري والتلفزيون الأردني .
ولماذا لم يستعينوا بالخبراء العسكريين أو ممن شاركوا بالمعركة والذين لا زالوا على قيد الحياة !!؟.
ولماذا لم يستعينوا بخبراء متفجرات وقنابل بدل استخدام الكمبيوتر وتفجيرات الكترونية طفولية .

ويطول الحديث عن الأخطاء الكثيرة بالمسلسل الذي يبدو انه تم تصويره على طريقة السلق والسرعة للحاق بشهر رمضان .

لكن يبقى الأردن بتاريخه ورجالاته وأبطاله النشامى ، شامخاً ومزروعاً فينا وبداخل كل أردني مخلص لترابه وشعبه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى