Uncategorized

متخصصون: المجال الثقافي يئن تحت ثقل جائحة

أكد نخبة من العاملين في القطاعات الثقافية المختلفة، حجم الضرر الكبير الذي تسببت به جائحة كورونا وتأثيراتها الفادحة على المشهد الثقافي في المملكة.
وأشاروا، في ندوة عقدتها مؤسسة عبد الحميد شومان بعنوان “الجائحة وتأثيراتها على المجال الثقافي” وتم بثها عبر منصة (زووم) وموقع المؤسسة الالكتروني، الى ضرورة إجراء تقييم للأضرار التي لحقت بالقطاعات الثقافية المختلفة، وتقديم خريطة طريق للكيفية التي ينبغي فيها إدارة هذه القطاعات في حال امتدت أزمة كورونا طويلا.
ولفتوا الى أهمية الاستثمار في التكنولوجيا لمواكبة هذه الأوضاع مع أهمية التخطيط للتغلب على الكثير من العقبات والتحديات في زمن كورونا، منوهين الى أن وجود التكنولوجيا الحديثة، وخاصة شبكة الانترنت، شكل بديلًا مهمًا وسريعًا لأشكال التواصل، ولذلك لجأت إليه كل القطاعات على اختلاف أنواعها، واستفادت منه القطاعات الثقافية بأن صارت شبكة الانترنت ولو جزئيًا بديلًا للحضور الفيزيائي للمرسل والمتلقي. كما أشاروا الى أن الإغلاق وما رافقه من صمت وهدوء في القطاع الثقافي، وما فرضته البروتوكولات الصحية من تدابير وقائية، وما تبع ذلك من مشكلات اقتصادية أصابت هذه المؤسسات، أدى إلى أضرار جسيمة بالمبدع؛ حيث حرمت الكثيرين منهم من مردود مالي يعيشون منه، ومن ندوات ومحاضرات وأنشطة ثقافية كانوا أبرز المشاركين والحاضرين فيها، وأدى ذلك جزئيًا الى ابتعادهم عن جمهورهم في لحظات كان العالم يحبس فيها أنفاسه وهو يرى أعداد الإصابات والوفيات يتزايد ويرتفع بشكل جنوني.
وقالوا إن الجائحة حرمت الكثير من المبدعين من نشر إنتاجهم عبر المؤسسات والمراكز الثقافية المهمة من خلال حفلات الإشهار والتوقيع التي كانوا يطلقون إبداعاتهم من خلالها ومن خلال منابرها التي كانت توفر لهم المظلة التي يحتاجون اليها، وأثر وقف هذه النشاطات على أوضاعهم المالية، فقد أحجمت العديد من المؤسسات والمراكز الثقافية عن شراء نتاجاتهم وإبداعاتهم بسبب ما تركته الجائحة على تلك المؤسسات والمراكز من آثار مالية صعبة عليها، يضاف إلى ذلك توقف معارض الكتب ودور النشر والمهرجانات الثقافية على الصعيدين المحلي والعربي، وذلك كله انعكس سلبًا على المبدع بصورة أو بأخرى.
الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان فالنتينا قسيسية، قالت في كلمتها الافتتاحية للندوة “إننا نجتمع اليوم من أجل أن نناقش التأثير الفعلي للجائحة على جسمنا الثقافي ككل، والذي نعتبره ذا أولوية حقيقية لبناء الإنسان والمجتمع. لذلك علينا التفكير بسبل التكيف مع الظروف الراهنة، خصوصا أنه لا يوجد منظور زمني لنهاية الفيروس”.
وأكدت قسيسية أهمية وضع الخطط التشغيلية للقطاعات الثقافية في ظل الأزمة، والتفكير في آليات تشبيك فعالة بين القطاعات المختلفة، وأيضا بين القطاعات الثقافية وغيرها من خارج الجسم الثقافي، للتمكن من المقاومة وامتلاك عناصر البقاء في هذا الظرف الاستثنائي.
ودعت الى التفكير ببناء جسم ائتلافي يجمع القطاعات الثقافية كلها، مع بحث الإمكانيات الموضوعية والمادية والقانونية لإنشائه، وهو الذي قد يسهم في التفكير الجمعي، وامتلاك رؤية واضحة لإدارة العمل الثقافي وبقائه.
وناقشت الندوة على مدار ثلاث جلسات، العديد من أوراق العمل حول تأثيرات جائحة كورونا الفادحة على القطاعات الثقافية، ومدى قدرة القطاعات على التكيف، وهل استطاع بعضها التأقلم مع الحالة الراهنة والاستمرار بتقديم منتجه، واستكشاف بعض نماذج العمل الناجحة التي طورتها القطاعات لتحييد تأثيرات الجائحة، أو التقليل من تأثيراتها على أقل تقدير، مثلما تم مناقشة إمكانية التدخل الحكومي، من خلال وزارة الثقافة لإبقاء القطاعات صامدة في زمن الجائحة، وإمكانية تشكيل اتحاد للقطاعات الثقافية، أو ما يشبه الجسم النقابي، والأطر القانونية لإنشاء هذا الاتحاد.
وقدمت في الجلسة الأولى التي جاءت بعنوان (المؤسسات الثقافية) وأدارها الدكتور أحمد راشد، أوراق عمل حول “دور وزارة الثقافة خلال الجائحة في دعم المؤسسات والحركة الثقافية” قدمها أمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري، و”دور الأمانة خلال الجائحة” قدمها نائب مدير المدينة للتنمية المجتمعية في أمانة عمان الكبرى حاتم الهملان، و”المتحف الوطني وبرامجه: كيف تأثرت” قدمها مدير عام المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة الدكتور خالد خريس، و”حال المبدع الأردني في الجائحة” قدمها رئيس رابطة الكتاب الأردنيين أكرم الزعبي، و”قطاع النشر ومحاولات التكيف” قدمها رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين جبر منسي أبوفارس.
أما الجلسة الثانية التي أدارها الفنان أحمد سرور بعنوان (قطاع المسارح)، فتناولت التحديات والفرص من خلال أوراق عمل قدمها كل من سيادة الشريفة بدور عبد الإله رئيس اللجنة التنفيذية العليا مديرة مهرجان شبيب للثقافة والفنون، ومدير مسرح البلد رائد عصفور، ومدير عام المركز الوطني للثقافة والفنون في مؤسسة الملك الحسين لينا التل.
كما تناولت الجلسة الثالثة وحملت عنوان (قطاع الموسيقى والبرامج والنشر) وأدارها جعفر العقيلي، مواضيع حول “حال الموسيقيين في الجائحة” قدمها الموسيقار طلال أبوالراغب، و”تحديات وفرص” قدمها مدير الإبداع وشريك مؤسس في شركة (بي لابس) المؤلف والملحن الموسيقي تامر قراعين، و”الجائحة وتعزيز التعليم عن بعد: تحديات وفرص” قدمتها الرئيسة التنفيذية للبرنامج الكرتوني آدم ومشمش لمى العدناني، و”تحديات النشر الالكتروني خلال الجائحة” قدمها مدير عام جبل عمان- ناشرون سنان صويص، و”حساب الخير ودعم الحركة الثقافية في جائحة كورونا” قدمتها مستشارة اللجنة الثقافية لحساب الخير لدعم القطاعين الثقافي والسياحي المتضررين من جائحة “كورونا” سهى بواب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى