الشاشة الرئيسيةدولي

ما حقيقة البند السري في صفقة التبادل السورية الاسرائيلية والذي اثار ضجة في وسائل اعلام اسرائيلية وعربية ونفت مضمونه دمشق واسرائيل وروسيا..

الغواص نيوز

بيروت ـ “راي اليوم”
تحفل تغريدات وفيديوهات بعض شخصيات المعارضة السورية بالقصص الغريبة والاخبار التي لا سند لها ولم يسمع بها غيرهم، ونادرا ما بات الشارع السوري يتفاعل معها بعد سنوات من التجارب بسبب شطحاتها السريالية وبساطة مضامينها. ولم تكن مضامين قصة البند السري في صفقة تبادل الاسرى بين سورية واسرائيل قبل ايام سوى واحدة من تلك السرديات، سبقها قصة اصابة الرئيس الاسد بمرض عضال، وقصة المجلس العسكري الانتقالي، وقبلها قصة لقاء سوري اسرائيلي في قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، وغيرها من الحواديت عبر السنوات الماضية عن اقتتال روسي ايراني، وهروب الاسد من سورية، وخلاف الاسد مع اخيه، وتخلي روسيا عن الاسد في صفقة مع الامريكان، ولا يمكن في عجالة عد وحصر كل الروايات التي تبين انها غير موجودة الا في خيال ناشريها.
وهذا الوصف اي الخيال اطلاقة الاسبوع الماضي رئيس هيئة التفاوض وممثل وفد المعارضة “هادي البحرة” على تلك الشخصيات المحسوبة على المعارضة وبعضها اعضاء سابقين في الائتلاف السوري المعارض، وكان البحرة يعلق على ما نشرته تلك الشخصيات عن مجلس عسكري يتولى فترة انتقالية باشراف روسي وموافقة امريكية، وتبين ان كل الاطراف المذكورة لا تعرف شيئا عن الموضوع.
لكن القصة الاخيرة عن البند السري في صفقة تبادل الاسرى بين سورية واسرائيل بواسطة روسية اخذت ضجة كبيرة بسبب تلقف وسائل الاعلام الاسرائيلية ما نشره بعض المعارضين السوريين في السوشل ميديا عن مضمون البند السري وهو دفع اسرائيل ثمن ملايين اللقاحات الروسية “سبوتنيك” المضادة لفايروس كورونا لمنحها لسورية مقابل الافراج عن الفتاة الاسرائيلية التي تسللت داخل الاراضي السورية واتمام الصفقة، وباتجاه معاكس اخذت شخصيات معارضة تطورات الرواية من الصحافة الاسرائيلية وزادت عليها، ثم دخلت بعض وسائل الاعلام العربية لتصنع دمج بين تلك الروايات ثم تنسبها لمصادر اسرائيلية مسؤولة.
لكن كيف تسلسلت تلك القصة وما مصدرها الاول؟
قامت الصفقة التبادل المعلنة على افراج إسرائيل عن ثلاثة سوريين معتقلين لديها، هم محمد حسين وطارق العبيدان ونهال المقت، في حين أطلقت دمشق سراح إسرائيلية كانت تجاوزت “خط ألفا” الفاصل بين سوريا وإسرائيل، روجت منصات التطبيع العربية انها عاشقة وذهبت تبحث عن الحبيب خلف الحدود، “الحب اقوى من الحرب” ليتبين انها فتاة غير سوية وحاولت اختراق الحدود مع غزة ثلاث مرات، وحاولت العبور الى الاردن مرة ونجحت في العبور الى سورية عبر المنطقة الوعرة في جبل الشيخ. و”لا حب ولا غرام ولا انتقام”.
قصة البند السري جاء تسريبا غير رسمي من الجانب الاسرائيلي، لكن دون الكشف عن مضمون هذا البند السري، وبعدها نقلت “القناة 13” للتلفزيون الاسرائيلي عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله، إن “الثمن الإضافي الذي تم دفعه لسوريا لم يكن على حساب مواطني إسرائيل ولا يمس مصالح إسرائيلية، إنما هو ثمن ذو طابع رمزي وإنساني”، وهو ما اطلق العنان لنسج قصص حول اللقاحات، ونشر معارضون سوريون قصة اللقاح على اساس انها اخبار مؤكدة، ونشرت وسائل الاعلام الاسرائيلية تلك القصة المؤكدة.
اغلب وسائل الاعلام العربية تلقفت ما نشرته وسائل الاعلام الاسرائيلية بوصفه تقارير اسرائيلية وكشف اسرائيلي لاسرار الصفقة، لتصبح السحبة على السوشل ميديا كما العادة مادة اخبارية يتم الحديث عنها بوصفها حقيقة قائمة.
لتبدا بعدها مرحلة انهيار الرواية تدريجيا، اولا بالنفي السوري سريعا بسبب حساسية المسالة بالنسبة لسورية، كما كل المسائل التي تتعلق بالصراع مع اسرائيل.
سورية نفت وجود بند سري اصلا سواء بلقاح او بدونه، ثم نفى رئيس الوزراء الاسرائيلي هذه الانباء، ويصعب تصور ان يكذب تنتنياهو في هكذا قضية تحديدا على المجتمع الاسرائيلي لانها تطيح بمستقبله السياسي.
التعليق الاوضح جاء في مقابلة القناة 13 الاسرائيلية مع وزير الأمن بني غانتس الذي علق على سؤال حول البند السري في الصفقة قائلا “هناك الكثير من الاشاعات على شبكة الانترنت الافضل ان تبقى كذلك، وهنا يشير غانتس الى مصدر الخبر الاصلي، الاكثر غرابة هو نقل بعض الصحف العربية عن مصادر مسؤولة اسرائيلية ان مضمون الصفقة يتضمن لقاحات لسورية دون الكشف عن تلك المصادر اذ ان الصحف الاسرائيلية كافة لم تتمكن ان الحصول على مصدر واحد يؤكد مضمون البند السري المزعوم.
اذ امعنت البحث في المصدر الاول للقصة فانك لن تجد سوى توقعات وتحليل وخيالات، واستناجات دون جذر اول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى