الشاشة الرئيسيةمقالات

ما بين اليوسفين

د. عبدالمهدي القطامين
بين اليوسفين ثمة الكثير من الاسئلة الحيرى التي تظل عالقة على الشفاه فيوسف الاول القاه اخوته في البئر ويوسف الثاني ظل اخوته يتفرجون على شعره الكيرلي ووجهه الوسيم بينما كانت طائرات العدى ترجمه وتهدم بيته .
يوسف الاول ظل صابرا مرابطا واخوته يكيدون له حتى اذا بلغ الحقد مبلغه القوه في البئر ويوسف الثاني لم يكن يملك من العمر الا قليلا ست سنوات ولم تكتمل السابعة فقد انهى القصف الاعمى الحاقد سنته السابعة وقصف عمره المتفتح مثل وردة جوري في حضن امه .
يا يوسف …يا صاحب الشعر الكيرلي والوجه الحلو ها انت تلم كل عجز الامة وكل صولجاناتها وتلقي بها في بحر غزة وتعلن ان لا عزاء للشهداء.
يا يوسف يا ابن هذا الصبر الطويل الذي ليس له آخر انبئنا يا صديقي ماذا قال لك الله وانت تصاعد فوق …فوق …فوق …حد السماء السابعة التي تساقط منها
دمعات العتاب على قوم رضوا من الغنيمة بالاياب ….يا يوسف يا ابن هذه الدمعة المتأرجحة فزعا وخوفا ولهفة وحيرة على وجه امك اذ تلوذ بحمى ابيك وتسأل هل وجدته …هل وجدت يوسف صاحب الشعر الكيرلي والوجه الحلو ؟
يا يوسف يا ابن هذا الزمن الرديء قل لي ماذا صنعت كي تذرف كل هذي الدموع على وجهك الحلو الذي غطاه الركام وللقصف والموت واللهفة على ام لاذت بصمتها وهي تبحث عن الوجه الحلو الذي اختفى فجأة وهو ينتظر الغداء وعن اب مكلوم غطى وجهه بكفيه كي لا يرى الزين الحلو صاحب الشعر الكيرلي مسجى بلا روح وعيناه تفيضان عتابا والما .
يا يوسف انني بت مثل امك اسأل من رأى منكم امة محجلة كانت ، وكانت اذا عزمت رمت ، واذا رمت اصابت ، وكان شاعرها يقول
ونشرب ان وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا
انني ما زلت يا يوسف يا صاحبي اسأل عن امة تركتك وحيدا تموت …كلك تموت ….ضحتك … زيك المدرسي … وجهك الجميل … عيناك المحدقتان في مستقبل غامض …. شعرك الكيرلي …. وصوت اخيك يصرخ في المدى وفي ردهات مستشفى الشفاء اريد اخي لا مزيد … هاتوا لي اخي اين يوسف يا ابتي ؟ .
وكان العدى هناك يحتفلون رأيتهم رأيت ضحكاتهم الواسعة على اشداق تفتقت حقدا وكراهية وكانوا يستلذون بصوت صراخ من في المشفى وكانوا يبتهجون فقد قتلوا يوسف وقتلوا من اخوته الفين وما زال العدد يتزايد .
سلام عليك يا يوسف وسلام عليكم يا اخوة يوسف وانت تصاعدون تباعا تشكون لرب يعلم كل شيء ويدرك كل شيء ويعرف ان ساعتهم آتية وان علوهم سيرتد عما قليلا وسينطق هناك على النهر شجر الغردق ينادينا : تعال يا مسلم ان خلفي يهوديا تعال فاقتله ، وتلك الساعة اتية لا ريب فيها يا يوسف فلا تحزن ان غدا لناظره قريب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى