الشاشة الرئيسيةدولي

لماذا يفتر الحماس القطري؟.. مُصالحة الخليج “في الخداج فقط” ونجحت أمام الكاميرات لكن في “الجيوسياسي” التعقيدات “باقية وتتمدّد” والعناصر المُؤثّرة مُتزاحمة والجميع يخشى الكمائن

الغواص نيوز
لا يبدو أن أحوال المصالحة الخليجية في ظل التعقيدات الإقليمية والمستجدات الأمريكية تمضي بنفس القدر من الحماس الذي توقعته جميع الأطراف بالتزامن مع إعلان المصالحة الخليجية إنهاء وتفكيك الحصار.
ويبدو بالمقابل أن الكثير من الخلافات الباطنية والعميقة لا تزال تلعب دورا في تخفيف جرعة حماس دولة قطر تحديدا للمصالحة، الأمر الذي لاحظ المراقبون أنه انعكس على أداء بعض وسائل الإعلام القطرية خصوصا وأن التركيز على معطيات العلاقات الإماراتية والسعودية الخارجية.
وعلى بعض الملفات ذات الصلة بحقوق الإنسان في كل من الإمارات والسعودية يعتبر بمثابة إشارة إلى عدم الرضا بالمطلق عن ترتيبات وإجراءات وحيثيات المصالحة المعلنة والتي انتهت فعلا بفك الحصار لكنها لم تنته بعد بتبادل الأحضان ولا بالتعاون على مستوى الجوار الجغرافي أو الوضع الجيوسياسي حيث العناصر المؤثرة كثيرة وباقية ويمكنها أن تتمدد.
ومن المرجح في السياق وحسب تقارير دبلوماسية عميقة أن غياب المبالغة القطرية إعلاميا وشعبيا في الحديث عن المصالحة وتفكيك الحصار مردّه تلك الدروس التي تقول الدوحة إنها تعلمتها عندما يتعلّق الأمر بإدارة الحسابات السياسية المعقدة في ظل دول جوار قوية أو لديها تجربة سابقة في الحصار ومحاولة الخنق الاقتصادي.
وعليه يمكن التعامل مع ما سمي دبلوماسيا بنشوة الانتصار القطري وتفكيك الحصار وإظهار قدر من التواضع عبر التجاوب فقط مع ما يطلبه المجتمع الدولي من ترتيبات المصالحة ودون الإفراط في إظهار الحماس أو إظهار ما سُمي بنشوة الانتصار كلها مؤشرات تثبت بأن المصالحة لا تزال وليدة أو في مرحلة الخداج كما وصف أحد الدبلوماسيين الغربيين في واشنطن.
وهي مرحلة تتطلب الكثير من الجهد وإن كانت أقرب إلى مصالحة على شكل هدنة سياسية وإعلامية خفّفت التصريحات والتصريحات المضادة وأنهت حالة الاشتباك الإعلامي إلى أضيق حدود ممكنة لكن معطيات المصالحة الحقيقية لا تزال متأخرة قليلا خصوصا في مجالي التعاون الاستراتيجي في الطيران والنقل والتجارة وأيضا والأهم الحدود.
إضافة لذلك تلعب بعض العناصر دورا أيضا في إنتاج انطباع على الأقل لدى الأوساط السياسية القطرية وفقا لما يرشح من بعض أصدقاء قطر السياسيين وحلفائها خصوصا في تركيا وفي أكثر من موقع.
وتشير هذه الملامح والمؤشرات إلى أن حقنة الحماس القطري للمصالحة وتوابعها يتم ضبطها بأناقة وبحكمة وتعقل ويتم التعامل معها على أساس التجاوب والمرونة تجاه الحيثيات في الواقع مع الاحتياط دوما وبطبيعة الحال لما يسمى في الدوحة بالعظات والدروس المستفادة من سابقة الحصار والتي كانت قد خالفت حتى قوانين الشرعية الدولية حسب القطريين.
يرشح هنا العديد من الأسباب التي تشير إلى أن تبادل الأحضان داخل منظومة النادي الخليجي قد لا يكون قريبا وسريعا على المستوى الجيوسياسي والميداني.
والسبب أيضا تقاطعات الحسابات المعقدة بين الإدارة الأمريكية الجديدة وكل من القيادة في الإمارات والسعودية.
ووجود ملفات لخلافات كبيرة بين الأمريكيين وكل من أبو ظبي والرياض إضافة لذلك العناصر التركية والإيرانية في ترتيبات الإقليم ومستجدات السلام الإبراهيمي الذي لم تركب حافلته دولة قطر كلها من الاعتبارات التي ترجح بأن الدوحة تميل في الأعماق إلى برمجة وتقنين عملية التفاعل مع المصالحة تجنبا لأي كمائن أو تحوّلات أو مطبّات في الطريق لاحقا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى