الشاشة الرئيسيةمقالات

لماذا لا يعاضدون الملك ؟

د.عبدالمهدي القطامين
توطئة
ايام فلاحة الارض قبل ان نعتمد على قمح الصدقة قمح امريكا وعندما يكون موسم الدرسْ بعد الحصاد كانت اكوام القمح المعبأة في اكياس خيش كنا نسميها.”شوال ابو خط احمر “تحتاج الى من ينقلها من البيدر ويُحمّلها على ظهر الدواب او السيارات ان توفرت ولأن تلك الشوالات ثقيلة لا يمكن لشخص واحد ان يحملها فأن صاحب البيدر كان ينادي ربعه قائلا :
مين يعاضدني يا الربع ؟
بمعنى من يشبك يده بيدي لنحمل الحمل الثقيل .
بعد هذه التوطئة للتعريف بالمصطلح الذي اجزم ان الجيل الذي يقود حاليا لا يعرف عنه شيئا اقول مَْنْ مِن ما يطلق عليهم اهل السياسة في وطني يعاضدون الملك وهل حقيقة يدركون ما الذي يصنعه الملك المتنقل من طائرة الى اخرى ومن دولة الى اخرى باحثا عن بصيص ضوء في نهاية النفق ؟ وهل يدرك الكثير من قيادات اليوم في الاردن ان الملك يبحث في كل جولاته عن مصلحة الاردن وبقائه دولة ذات كيان وبقاء جغرافيته المحاطة بالانواء من كل حدب وصوب ،واكثرها خطرا وغدرا ذلك الخطر القادم من الغرب واقصد غربي النهر المدفوع بكهنوت توراتي وحلم يزعم ان ارضهم من الفرات الى النيل .
لعل الخطاب الملكي الواضح في امريكا وفي محطات الزيارة الاوروبية كان يُنبي بواقع الحال وكان يسعى الى تفتيت تلك العنجهية اليهودية الساعية الى تحطيم الصمود الغزي آخر معاقل المقاومة الحقيقية للعرب والمسلمين .
ثم ان الملك الذي سبق ان اعلن لاءات ثلاث كان اعتاها هي لا التهجير الذي يلوح في الافق ويداعب فكر الصهيونية الدينية التي تبزغ شمسها في دولة الاحتلال ويطل قمرها على شكل تطبيع مغلف بالحرير الناعم .
هل يدرك سياسيو الاردن المهمة التي يقوم بها الملك نيابة عن الجميع فيسارعون الى مد اليد التي تعاضد وليس اليد التي تعارض او تقول …وانا مالي .
وهل تدرك الحشود التي اراها تؤم الديوان الملكي بشكل يومي حقيقة الامر ام انها تكتفي من الغنيمة بالاياب بعد ان تستمع الى كلام جميل من رئيس الديوان الذي يستقبلهم بوجه باش ويودعهم بصورة جماعية على درج الديوان .
دعونا نضعْ النقاط على الحروف ونعلن ان الوطن في خطر بل ان المنطقة كلها في خطر وان نجاح دولة الاحتلال في تهجير اهل غزة هو بداية مسلسل الانهيار الذي سيطول حتى زمن لا يمكن التنبؤ به لكنه سيحتاج الى اجيال واجيال والى تضحيات ليس بعدها تضحيات .
الصورة ضبابية ادرك ذلك وادرك ان الملك يدركها تماما وانه كالمستجير من الرمضاء بالنار لكن ما اجزم به تماما ان صمام البقاء هنا …هو نحن …هو انتم …هو قدرتنا في ان نتعاضد جميعا لنشيل الحمل الثقيل وسنهتف جميعا :
انه ليس ثقيل ….انه وطني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى