الشاشة الرئيسيةمقالات

لا تتركوه وحيدا

د.عبدالمهدي القطامين
هو لم يترك احدا الا وضمد جراحه وحين كانت الناس تنادي ..وين راحت النشامى كان اول من يلبي وعلى اسوار القدس ودمشق وبغداد بعض من دمائه هناك الى يوم الساعة وكان يوسع صدر البيت لقاصديه هربا من ظلم وطغيان حاكم او جدب سنين فهل مثل هذا يترك؟.
ادرك ان حال الامة لا يسر من شرقها الى غربها فكل مشغول بما لديه وكل بما لديه مفتون لكن وتحديدا في وقت الشدائد فأن ثمة نخوة ما زالت تنوس في الصدور وربما تشتعل فجأة وتظهر على صورة موقف مبدأي حتى ولو كان خجولا .
من يراهن على اسرائيل المتحولة من دولة متصهينة الى دولة متدينة والى حكم يميني متطرف هو بمثابة من يراهن على جمع المطر بغربال سيظل باسطا يديه والماء تسري من تحت اقدامه ومن يراهن على ان اسرائيل تحترم السلام او التعهدات فهو واهم ايضا فتلك عقلية متمترسة خلف العنف المنظم وعقيدة حرب تدعو الى قتل كل عربي ومسلم ولعل في سلوكيات قادة تلك الدولة ونخبها ما يوضح النوايا الدفينة تجاه الاخر فيروي عضو الكنيست العربي الدراوشة ان الوفد الاسرائيلي بمشاركة شارون ونتنياهو الذي كان يتفاوض مع الاردن عام ١٩٩٤ تمهيدا لتوقيع اتفاقية وادي عربه انه بعد ان تم التوقيع وعاد الوفد الاسرائيلي المفاوض بالطائرة وقبل ان تخرج الطائرة من المجال الجوي الاردني راح اعضاء الوفد يرقصون ويغنون اغنية تلمودية تقول . (ليَردين اشتي قادوت زوت لنو فلنو زوت) ومعناها ( للأردن ضفتان هذه لنا ولنا تلك )
الاردن يقف وحيدا الان في مواجهة الحكومة اليمينية المتطرفة التي تنتهج القتل والتوسع شعارا لها وهي حكومة لن تقف عند حد المساس بموضوع الوصاية الهاشمية على المقدسات لكنها ترمي الى ابعد من ذلك واول ما ترمي اليه ضم الضفة الغربية للدولة اليهودية المزعومة ثم الشروع بموضوع الوطن البديل وهو بالضرورة وبحكم الجغرافيا هو الوطن الاردني والعالم المشغول بمواجعه الاقتصادية وبالحرب المشتعلة بين الروس واوروبا وامريكا لن يتوقف كثيرا عند طموح الدولة اليهودية في التوسع والتهجير والقتل ومن يقدر على ان يغير المعادلة هو حتما هذه الاقطار العربية سواء تلك التي تسالمت مع الدولة اليهودية او تلك التي ما زالت تقف موقف عداء هذه الدول كلها الان امام مسؤوليات تاريخية لتمارس ضغوطات للحد من وكبح جماح اليمين المتطرف الذي يشعل المنطقة برمتها عبر ممارسة سياسة عنف لا معقولة وممارسات عنصرية بغيضة ثم ان الدور الاكبر يقع ايضا على الشعب الفلسطيني بعيدا عن قيادته التي استسلمت للامر الواقع وباتت تبحث عن رضى المحتل للبقاء في سلطة شكلية لا تقدم ولا تؤخر في اي امر….. وبعيدا عن الخلافات التي تعيشها الفصائل الفلسطينية والتي لم تلتق متوحدة امام خطر داهم لها ولشعبها .
اجزم اننا امام محطة تاريخية هامة في تاريخ الامة عنوانها ان نكون او ان لا نكون ومن المؤكد اننا لن نكون اذا استمرينا في اغضاء البصر خشية ورهبة من عدو ما زال يتربص بنا ليخرجنا من التاريخ والجغرافيا معا …. انذاك سيكون خروجنا الى هاوية لن ينجو منها احد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى