مقالات

كيف نجحت عمليات الاغتيال الإسرائيلية؟ ولكن ماذا عن العمليات الفاشلة؟ ومن دس السم لعرفات؟

بسام ابو شريف
عمليات اسرائيل بمعظمها فشلت، لكن تلك العمليات التي نجحت أصابت صفوفنا مقتلا في عدة أهداف منها اغتيال ياسر عرفات، ووديع حداد ، وعماد مغنية، وفخري زادة ، والفريق قاسم سليماني، والمهندس، وعدد كبير من القيادات، والتدقيق في كل هذه العمليات التي نجحت اسرائيل بتنفيذها يؤكد أن اسرائيل ما كانت لتنجح في أي منها لولا وجود عناصر عميلة اشترتها اسرائيل بالمال.
ولقد شرحت في كتابي الجديد (الذي صدرهذا الأسبوع في بيروت)، تفاصيل ذلك.
من ناحية ثانية علينا أن نعلم أن تمكن اسرائيل من التخطيط ، والتنفيذ ما كان ممكنا لولا مساعدة الولايات المتحدة الاميركية، وامكاناتها التكنولوجية ، وشبكة عملاء مخابراتها تحت تصرف اسرائيل ، لذلك ضمنت كتابي تدقيقا شفافا ليصل الى نتيجة أكيدة ، هي أن اغتيال ابو عمار ، وعماد مغنية تم بقرار، ومساعدة من الرئيس بوش، وان اغتيال وديع حداد تم بمساعدة فاعلة من العائلة السعودية ، ومخابرات الولايات المتحدة في العراق ، وان اغتيال ابو جهاد تم بمساعدة رجال أمن تونسيين كانوا يعملون لصالح المخابرات الاميركية والموساد، وان مخبرا فلسطينيا من غزة، هو الذي أبلغ الاسرائيليين بتحركات الشيخ ياسين ، وتوجهه لصلاة الفجر للجامع ، وأكد للاسرائيليين خروجه من الجامع متخفيا، وليس في سيارته ، وحدد لهم المكان، فقصفته الطائرات الاسرائيلية.
وكتاب السمك المالح يضم معلومات خطيرة حول عمليات قامت بها اسرائيل ، وعن عمليات أكثر فشلت اسرائيل في تنفيذها.
من دس السم لابي عمار؟
حتما لم يكن الذي دس السم اسرائيليا ، لكن الاغتيال هو تخطيط ، وتنفيذ اسرائيلي استخدمت فيه اسرائيل علاقاتها السياسية ، واجتماعاتها مع الفلسطينيين رسميا ، وعملاء حافظت على سريتهم سنين طويلة ليبقوا في دائرة ابو عمار الخاصة ، ومنهم أحد مرافقيه الذي فر من رام الله بعد اغتيال ابو عمار ، ولم تقم السلطة باستدعائه للتحقيق ، أو أنها لم تتمكن من جلبه لأنه يحمل جنسية اخرى ” ربما من خلال زوجته”، هذا الموضوع يمكن أن يدرس دراسة دقيقة وشفافة ، وتعميم خلاصاته على الجميع كخطوة من خطوات التصدي لحرب العدو علينا لكن سلطتنا لاوقت لديها للتصدي للعدو ، فهي مشغولة بقضايا اخرى !! .
ماهو برنامج اسرائيل لغسل أدمغة الرأي العام في المرحلة المقبلة ؟
هو تحويل الكذب المبني على 5 – 10 % حقائق الى أفلام ، ومسلسلات ، وكتب لتمجيد البطولة الخارقة لاسرائيل ، ومخابراتها … جيمس بوند جديد ، أو يوسي كوهين ، وذكاءه الخارق وقدراته وقوته ، وتفاهة أعدائه …. ومن هم أعداءه ؟؟
العرب المتخلفون ، وأمراءهم الراكضون وراء النساء ، والموبقات . ….. العربي الذي تستطيع امرأة اسرائيلية أن تغتاله بسهولة ، وأن تستخرج منه الأسرار ، وأن تحركه باصبعها ….. العربي الجاهل ، والمتخلف ، والغارق في المال والرذيلة في مواجهة رجل وامرأة عصريين يتمتعان بالذكاء والحرص ، وينتبهان لكل المزالق ، ويقتلان أعداءهم العرب بكل سهولة ، وسنصل الى حد انتاج أفلام عن تحكم اسرائيل بكل هذه الدول ، وتحريكها كما تريد .
لدى العرب المال ، والعقول ، والفنانون العباقرة ، والمخرجوين العظام لكن فرصة النجاح الانتاج لهؤلاء العظام غائبة لأن المال العربي يذهب لتمويل أفلام العدو كما تفعل الامارات وترفض طلبات المخرجين العرب العباقرة ، وبالطبع تصل بعض مشاريع الأفلام التافهة ذات القصص السخيفة ، والرقص ، والغناء التافهين ….. الرقص والغناء أداتان هامتان للتعبئة والتعبير عن الحق لكنهما يستخدمان في أفلامنا لأهداف اخرى ، ولنسأل السؤال : – لماذا لم تنتج المؤسسات الضخمة في الامارات ، والكويت ، والجزيرة أفلاما تحكي قصة النضال العربي للاستقلال ، والوحدة ، وقصة اغتصاب فلسطين ، وقصة مقاومة الشعب الفلسطيني للدولة العنصرية ، وقصة المتطوعين العرب الذين استشهدوا على أرض فلسطين ، وقصص العمليات الهائلة ، وتحويلها الى أفلام عالمية ، هنالك مراجع وثائقية تحول كل فكرة من هذه الأفكار الى أفلام بعظمة فلم زد وجون كيندي وثورن بيردز ، ولكن الارادة غير موجودة والقرار غائب .
أنا أتحدى مؤسسات الانتاج السينمائي الضخمة في الامارات أن تمول فيلمين من هذا النوع وستدر هذه الأفلام أرباحا طائلة للمؤسسة ، وتجلب لنا مانريد على صعيد نشر الحقيقة عبر الفيلم ، أنا قادر على اقناع اوليفر ستون ، وقاسم حول ، ومخرجين آخرين بالعمل على هذه الأفلام ” حتى لمجموعة ” ، فهل مؤسسات الامارات مستعدة أم تريد أن تمول أفلام اسرائيل فقط ؟!!
لقد ناقشت هذا الأمر مع اوليفر ستون في هوليوود ، وكان واضحا ( هنا المال يهودي وتمويل أفلام من هذا النوع – وأنا أتمنى أن أخرجها ، وأحلم بذلك ) ، يحتاج الى تمويل عربي .
لدى العرب المال لماذا لا يستثمر جزء تافه منه في صناعة الأفلام التي تقول الحقيقة ؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى